فهد بن جليد
ارتفاع إجمالي أعداد مُصابي (فيروس كورونا) في الأيام الأخيرة يزيد من إصرارنا جميعاً على الانتصار على هذه الجائحة، بالامتثال الكامل للتعليمات والاحتياطات اللازمة التي أصدرتها وزارة الصحة والتي جعلت الأرقام تصل إلى هذا الحد ولا تتصاعد أكثر، فدخول الرقم اليومي المُعلن لخانة (الثلاثة أصفار) في عدد الإصابات - أمر مُقلق في ظاهره- ولكنَّه يزيد من الثقة إذا ما عرفنا أنَّه جاء نتيجة التحرّك المُسبق من فرق المسح النشط الميداني في المناطق والتجمعات التي شهدت تسجيل حالات سابقة، خصوصاً وسط سكن عمال بعض الشركات والمؤسسات، أو داخل الأحياء العشوائية التي يقطنها بعض المُخالفين، وهو ما يعني مُحاصرة الحالات الكامنة والكشف عنها قبل أن تنشط وتنشر المزيد من الإصابات، نجاح هذه الخطوات مرهون بمدى فهم المواطن والمقيم لدوره في التباعد الاجتماعي وعدم الخروج ومُخالطة الآخرين إلا للحاجة القصوى مع مُراعاة التعليمات والضوابط اللازمة.
التفاؤل سيبقى سيد الموقف، ثقتنا كبيرة جداً في نجاح خطة مُكافحة (الفيروس) في المملكة والحد من انتشاره بتعاون الجميع، فما بذل من جهود وخطوات جبارة وسباقة جعلت المملكة مضرب مثل في هذه الحرب العالمية، لن يقلقنا تزايد الأرقام في ذروة اكتشاف الإصابات بالمسح الميداني النشط، تصاعد الإصابات يبقى أمراً مُتوقعاً في هذه المرحلة، وهو من الإستراتيجيات المُرَّة لاكتشاف مصادر انتشار (الفيروس) ومُحاصرتها والقضاء عليها حتى لا نفاجأ مُستقبلاً، السيناريو الأسوأ والمُخيف يمكن تخيله لو أنَّ وزارة الصحة لم تتحرَّك مُسبقاً وبشكل سريع ومُنظَّم، يكفينا مُشاهدة الوضع الصحي في الدول التي لم تتعاط مع الموقف بالأهمية اللازمة مُنذ البداية، حتى نتخيّل الصورة والمشهد.
نحن على أعتاب شهر رمضان المبارك عنوان التواصل وصلة الأرحام والدفء الاجتماعي، لا يجب أن تتراخى الخطوات الاحترازية الشخصية والأسرية وحتى المجتمعية وتضعف لأي حجة أو سبب، فالقضاء على (الفيروس) والحد من انتشاره وخطره، مرهون بمدى التزامنا وصبرنا في هذا الشهر أكثر.
وعلى دروب الخير نلتقي.