محمد آل الشيخ
أحد الإرهابيين السعوديين تحصن في منزله في قرية بمنطقة تبوك، ورفض الانصياع لقوات الأمن والاستسلام؛ واشتبكت معه قوى الأمن؛ وأدى الاشتباك إلى مقتله. خبر كهذا تكرر في المملكة، وفي أغلب دول العالم، وليس ثمة جديد، ولن يكون الإرهابي الأول الذي يلجأ إلى السلاح عندما يحاصَر، ولن يكون الأخير.
قناة ولد ابن ثاني «الجزيرة»، ومعها عملاؤها مما يُسمى المعارضة السعودية في الخارج، جعلوا من هذا الإرهابي الفارس الصنديد الذي قُتل ظلمًا وعدوانًا، واستغلوا القضية للإساءة للمملكة، رغم أن أهله وأقاربه وشيخ قبيلته أدانوه، وتبرؤوا منه.
استغلال ابن ثاني وقناته وأُجرائه السعوديين هو دليل ضعف بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ فقد أسقط في أيديهم وهم يرون المملكة تتألق في المحافل الدولية، وشعبها معها، وقوتها تتصاعد في المجال الدولي، في الوقت الذي ترزح فيه دويلة قطر وحكامها في أغلال من العزلة والتهميش القاتلة من جراء المقاطعة.
شويخ قطر المعزول حمد بن خليفة كان يقول للقذافي في مكالمته الشهيرة «إن المملكة ستسقط في غضون 12 سنة»، إلا أن المملكة الآن في أوج قوتها، وترابط شعبها بقيادتها، ولحمتها الوطنية التي جعلت لها من القوة والنفوذ و(الهيبة) ما يجعل مَن يناوئها يفكِّر ألف مرة قبل أن يُقدم على أي مغامرة من شأنها استثارة حكومتها.
أما مَن يسمون أنفسهم المعارضة التي يغدق عليها حكام قطر الملايين فتنتقل من فشل إلى فشل، وبينهم من الخصام والعداوة ما الله به عليم، ولم يكُنْ لها في الداخل السعودي أي قيمة أو وزن، رغم أنهم يصرفون عليها منذ ربع قرن؛ لعل وعسى أن تُحدث أي أمر ذي بال، لكنها بقيت - ولا تزال - في هامش الهامش؛ لأن السعودي يعرف أن الوطني الحقيقي، فضلاً عن المعارض، (لا يرتشي). وهؤلاء جميعًا - ولا أستثني منهم أحدًا - يستلمون مبالغ من قطر؛ ليبقوا معارضين. كما أنهم في التعريف الفقهي (منافقون)، ونفاقهم هو بضاعتهم؛ فلا يجرؤ الواحد منهم أن يتكلم ولو بكلمة واحدة عن قطر، ولا عن الانشقاقات بين أمرائها، وبخاصة المسجونون منهم؛ لأن ذلك يعني أن يفقدوا الضرع الذي منه «يتمونون».
وابن ثاني شويخ دويلة قطر لا يملك إلا المال الذي ينفقه بسفه وجنون لتحقيق غايات مستحيلة، وليس لديه من عوامل القوة، لا شعب ولا مساحة جغرافية، سوى قناة الجزيرة التي يديرها وافدون، ويظن أنها لا تزال كما كانت في السابق ذات تأثير وسطوة إعلامية تجعل لدويلة قطر قيمة تحت الشمس. الآن الجزيرة تراجعت، وتراجع تأثيرها، وأصبحت قناة ضمن قنوات إخبارية عدة. والخبر الذي تتبناه الجزيرة بمفردها، ولم تتبنَّه معها القنوات الإخبارية الأخرى، فاعلم يقينًا أنه خبر مفبرك. فخبر إرهابي تبوك، وإبرازه على أنه (مناضل) يبحث عن الحرية، وأن قبيلته انتفضت معه، وأن الحدث جلل، لم يذكره إلا الجزيرة، ومعها المفلسون السعوديون الذين تمولهم قطر بالمال الحرام، ولم يكترث به أحد.
خلاصة ما أريد أن أقوله هنا: إن (تكبير) قضية مقتل إرهابي تبوك يشير فعلاً إلى إفلاس هذه القناة، وتراجُع تأثيرها على الرأي العام العربي والعالمي.
إلى اللقاء