د. عبدالرحمن الشلاش
حسب إحصاءات وزارة الصحة قبل يومين فإن نسبة المصابين من غير السعوديين تزيد عن 80 % أغلبهم من العمالة الذين يسكنون في أحياء وحواري ضيقة جداً وبأعداد كبيرة جداً قد تصل في الشقة الواحدة إلى خمسين شخصاً وسرر فوق بعض ومستوى نظافة في الحضيض. لا غرابة أن ينتشر فيروس كورونا بين أرتال البشر الكبيرة. هذا الوضع نشأ نتيجة لجشع الكفلاء في المقام الأول وعدم تنفيذهم للتعليمات والأعداد المحددة لسكن العمل, وعدم اهتمامهم باشتراطات النظافة من جهة أخرى.
في المقابل هناك عمالة سائبة هائمة على وجهها هاربة من عيون الجوازات ويقيمون بشكل غير نظامي, ويساعدهم التستر ووضعية الأحياء التي لا تستحق أكثر من أن تسوى بها الأرض ويعاد تخطيطها من جديد، فهذه الأخطاء الفادحة لا بد من تصحيحها من أجل مصلحة الوطن اقتصادياً واجتماعياً، فهؤلاء بوضعهم الحالي مثل القنابل الموقوتة، ومع فيروس كورونا صار الوضع أخطر فقد باتوا يهددون الوضع الصحي الذي لا يقبل المزايدة.
بعض المقيمين من نوعية العمالة الناقلة للفيروس يمتهنون أعمالاً مخالفة، فبعضهم يعملون لحسابهم الخاص وبتستر من بعض المواطنين، وآخرون منهم هربوا من كفلائهم وامتهنوا أعمالاً أقل ما يقال عنها إنها غير نظامية أو غير مشروعة ولعلنا ما زلنا نتذكر سرقة الحديد والمتاجرة بالمسروقات، والعمل في تصنيع الخمور وترويج المخدرات، ولا يعتقد أحد أن مثل هذه الأعمال قد اختفت أو تقلصت، بل ربما عادت إلى الواجهة في أي لحظة، وقد عزلت أحياء كاملة تقطنها العمالة بسبب كثرة الإصابات فيها مثل التغيرة ببريدة والفاضلية والفيصلية في الأحساء وكيلو 14 والمحجر وغليل وكيلو 13 وبترومين في جدة، وأحياء أجياد والمصافي والمسفلة والحجون والنكاسة وحوش بكر في مكة المكرمة وغيرها من الأحياء في مدن المملكة.
لا شك أن المصابين من العمالة قد أضافوا بعداً جديداً هو البعد الصحي إضافة إلى البعدين الاجتماعي والاقتصادي، وخطورتهم في إضافة عبء كبير على النظام الصحي في المملكة في ظل سوء الأحياء التي تقيم فيها هذه العمالة وعدم وجود التأمين الطبي. لعل هذه الأزمة قد كشفت المستور وأماطت اللثام عن المسكوت عنه من كفلاء لا يخافون الله أغراهم المال والجشع والطمع، ومتسترون باعوا أنفسهم من أجل حفنة من عرق تلك العمالة، لتكون الفرصة سانحة لتصحيح الأوضاع الخاطئة لتكون الأمور بعد كورونا في أحسن حال.