هالة الناصر
منذ انطلاق جائحة كورونا وليس هناك ضخ إخباري يوازي أخبارها على مر التاريخ، جميع منصات التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية ليس لهم حديث غير الحديث عن فيروس كورونا المستجد، عندما تتابع ما تنشره منصات التواصل الاجتماعي وما يرسله لك الأصدقاء، تكاد تصل لمرحلة تصاب فيها بصداع مزمن وحيرة لم تداهمك من قبل، الكل أصبح من علماء الفيروسات وخبيراً ضليعاًَ في الطب، كل دقيقة يصلك مقطع يتحدث عن طريقة، يزعم المتحدث في المقطع بأنها تحميك -بعد الله- من فيروس كورونا، منذ أول أيام انطلاق فيروس كورونا وحتى قبل أن يصلنا، انطلقت تلك المقاطع التي أقرب ما يمكن تسميتها به خزعبلات ما أنزل الله بها من سلطان، المضحك المبكي أولئك الذين يتحدثون بثقة أثناء وصفهم لكيفية علاج كورونا، وبالذات ذاك الذي يوصي بتناول سوائل حارة طوال اليوم لأنه يزعم أن الفيروس يبقى في الحلق عدة أيام ليبدأ عمله، اكتشفوا آلية عمل الفيروس وطريقته قبل حتى خبراء الفيروسات في دول العالم، وذلك الذي ينصحك باستنشاق بخار ماء حار مع ملح لأنه يزعم أنه يلاحق الفيروس ويقتله وهو في الأنف قبل أن يهرب مسرعاً نحو الرئتين، وغير ذلك من الخزعبلات التي أشغلت الأطباء والجهات المختصة في ملاحقتها ونفيها، لأن بعضها يسبب أضراراً فادحة لصحة الإنسان، لدرجة اضطرت معها الجهات المختصة إلى فرض عقوبات على كل من ينشر معلومات خاطئة عن فيروس كورونا، وهذا يكشف غياب بل انعدام المسؤولية الاجتماعية عند هؤلاء الذي يروجون الخزعبلات عن جهل أو عند قصد إثارة البلبلة داخل المجتمع وإدخاله في دوامة مربكة، تكبر الكارثة عندما يكون مروج هذه الخزعبلات ينتمي للقطاع الصحي ويرتدي زي الطبيب، ليزعم أنه يساهم في التوعية، وهو يقول معلومات طبية خاطئة تزيد من حيرة الناس ومخاوفهم، نحن بحاجة للابتعاد عن جميع المصادر غير الرسمية، والاكتفاء بموقع وزارة الصحة التي أجادت ببراعة أداء دورها الوطني على أكمل وجه، وتعاملت مع هذا الموضوع بكل شفافية ووضوح، مما ساهم في بناء ثقة كبيرة أزالت الكثير من تأثير الأصداء السلبية التي تسببت بها ما تضخه منصات التواصل الاجتماعي من أخبار ومغالطات وخزعبلات.