محمد ناصر الأسمري
نحمد الله كثيراً أن الأمن والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي صار من النعم التي تتنامى وتتماهى مع القرار والأداء السياسي لقيادة بلادنا خاصة بعد الانطلاقة السريعة الصاعدة بحسن الإدارة والرعاية من الملك سلمان والأمير النابه ولي العهد محمد بن سلمان.
لكن الأمن الغذائي رغم ما تحقق من براعة في التعامل السريع والفعَّال في توفير السلع، إلا أن الحال يقتضي أن يكون لدى وطننا مشروع وطني للخزن الإستراتيجي للغذاء سواء أكان الحال في حالة السلم المستمر أو حالات الطوارئ كما فيما يعانيه العالم من جائحة وباء كورونا.
وهنا فإن مقتضى الحال يرفع علامات استفهام حول ما أصاب الشركات الزراعية المساهمة المنتشرة في مناطق الوطن من وهن وخسائر متوالية ليس فقط في الأموال، بل في تدهور الإنتاج من المحاصيل.
الشركات الزراعية في المملكة كلها خاسرة ولم تحقق أي أرباح كيف ولماذا بل وفاشلة.
أمَا كان الأجدر والأجدى أن تسند الوزارة المعنية الحالية والسابقات إجراء دراسات من مختصين في علوم الزراعة والبستنة والتربة والمياه للوقوف على العلل في خسائر الشركات الزراعية على مدى ما يقارب من نصف قرن منذ صدور نظام الأراضي البور وغير البور إن كان المسمى ما زال في الوجود نصاً أو دلالة.
حين أطل من نافذة الطائرة وأنا أسافر أشاهد مساحات خضراء واسعة ودوائر مزروعات في حائل والقصيم على سبيل المثال فأتساءل: كيف هذه المساحات الواسعة ومع هذا لا نرى ذلك الأثر المتوقع من وفرة في الإنتاج وأرباح متحققة.
هنا من يملك الإجابة لماذا شركة القصيم الزراعية خاسرة مقارنة مع مزارع أفراد وشركات فردية التي تحقق نمواً متتالياً في الأرباح والإنتاج وكذا الحال مع بقية الشركات الزراعية.
ماذا عن شركات الشرقية وتبوك والأحساء وبيشة والجوف وحائل وبقية الشركات الزراعية في الوطن التي تواجه الخسائر ومع هذا ما زالت مساهمة دون إسهام في إنتاج غذاء.
وحتى لا يبلغ اليأس مدى أوسع فمن الإنصاف الإشارة إلى أن شركة الجوف قد كان لها إسهام طيب في إنتاج الزيتون وتصنيعه وكذا شركات الألبان والدواجن التي بات لها إسهام في الأمن الغذائي.
ويبرز تساؤلات مثيرة لمَ لا تتولى الحكومة إعادة النظر في وضع الشركات الزراعية وتوالي جمودها وخسائرها المادية وفشلها في الإنتاج.
لقد حان الوقت الآن الآن وليس غداً إلى التفاتة من عين الوطن قائد الرؤية ومهندسها ولي العهد -حفظه الله وسدد خطاه - نحو هذه الشركات التي يزداد تعثرها يوماً بعد آخر.
وبالله التوفيق ومنه العون.