محمد سليمان العنقري
قد يكون الحديث عن السلامة المنزلية ذا بُعد صحي ومجتمعي، لكنه اقتصادي بامتياز أيضًا؛ فمع تركيز الاهتمام على متابعة مواجهة وباء كورونا، وما سببه من تداعيات عديدة اجتماعيًّا واقتصاديًّا، وأهمها الحجر المنزلي للوقاية من عدوى المرض الذي يعني إشغال المنازل على مدار اليوم؛ وهو ما يرفع من معدلات استخدام الأجهزة الكهربائية، وزيادة في الأعمال المنزلية بكل تأكيد، وبما أننا في بداية شهر رمضان المبارك الذي يزداد فيه أيضًا تحضير أنواع عديدة من الأطعمة، فإن متطلبات السلامة المنزلية تصبح عالية الأهمية، التي تقوم على اقتناء معدات للسلامة، وكذلك التوعية، والتأكد من إنجاز الأعمال بدون أسباب لوقوع ما يضر بسلامة أفراد الأسرة.
فإذا كان الترشيد في الإنفاق عاملاً مهمًّا لضبط مالية الأسرة فإن اتباع تعليمات السلامة يحفظ الأنفس من أي ضرر، وهو الأهم بطبيعة الحال، وأيضًا يحافظ على ممتلكات الأسرة من أي ضرر بسبب إهمالاً للسلامة، مثل حدوث حرائق - لا سمح الله - أو تعرُّض أي فرد لحوادث منزلية، ككسور أو جروح وغيرها؛ وهو ما يعني أن كل أسرة يفترض أن تطلع على تعليمات السلامة التي تصدر عن المديرية العامة للدفاع المدني السعودي؛ فهي تعد شاملة لكل ما يحتاج إليه المنزل من أدوات سلامة، ولكل ما يريد أن يعلمه الفرد من تعليمات تحفظ سلامة بيته وأسرته. كما يفترض أن يعي هذه الإرشادات أيضًا أفراد الأسرة؛ لما لذلك من أهمية بتدارك أي أخطار قد تحدث.
فهل فكرت يومًا كيف تتصرف عند وقوع أي حادث أيًّا كان نوعه بمنزلك؟ فخطورة عدم الانتباه لأهمية السلامة المنزلية، واتباع الإرشادات من مصدرها الرسمي، له عواقب كبيرة، وخصوصًا أننا في فترة تزداد فيها احتمالات مثل هذه المخاطر - لا سمح الله -؛ فالمتتبع للحملات التي يقوم بها الدفاع المدني يدرك أهمية وضرورة وعي كل فرد بالمجتمع بتعليمات السلامة، واقتناء ما يحتاج إليه كل منزل لتوفيرها؛ فحفظ الأنفس غاية أساسية لكل حملات التوعية، وأيضًا حفظ الثروات والأصول لكل أسرة يعزز من قوتها الاقتصادية؛ وهو ما ينعكس بشكل عام على صحة المجتمع واقتصاده في نهاية المطاف؛ فاقتناء معدات للسلامة كطفايات الحريق وأجهزة الإنذار، سواء للحرائق أو تسرب غاز الطهي، إضافة إلى اتباع إرشادات تتعلق بالطرق الصحيحة لإنجاز الأعمال المنزلية، سيوفر بكل تأكيد السلامة لأفراد الأسرة بأقصى حد ممكن.
نسبة الحرائق السكنية وفق إحصاءات رسمية بلغت أكثر من 35 في المائة من إجمالي الحرائق، وهي نسبة تعبِّر عن ضرورة توفير أدوات السلامة المنزلية، والقيام بكل الأعمال التي تقلل من احتمال وقوع أي حوادث بالمنازل أيًّا كان نوعها، هذا بخلاف الخسائر في الأرواح والممتلكات؛ فاتباع إرشادات السلامة كفيلٌ برفع مستوى الوعي داخل كل أسرة، وأيضًا يسهم في تقليل الحوادث داخل المنازل.. فكما هو متعارف عليه، الوقاية خير من العلاج. وإن اتباع إرشادات السلامة، وتهيئة المنازل بكل أدواتها، والتوعية بإنجاز الأعمال بالطرق الصحيحة، وكذلك بحسن التصرف عند وقوع أي حادث، سيكون عاملاً مهمًّا لتحقيق السلامة المجتمعية للأسر وللأفراد.