إيمان الدبيَّان
محادثة فجرٍ جماعية عابرة بيني وبين بعض زميلات الدراسة في تطبيق من تطبيقات التواصل الاجتماعي لا تخلو من لهو الصديقات، ومرح الفتيات، وثقافة المتمكنات، وعلم الدارسات كانت مواضيعها تتفتح كورود الصباح عندما يلامسها الندى فيعبق محيطها عطراً وشذى، جمعت منها باقة لمقال هذا الأسبوع، فخذ ما يعجبك أريجه، واترك ما لا تحب من عبيره في مواضيع عامة، وأخرى للبعض مهمة كان شيئاً منها عن عثرات الإنسان، ومواقف الأصدقاء في هذا الزمان، فكلنا كان لنا في حياتنا منغّصات، وجميعنا تعرّضنا لبعض الهزّات؛ ولكننا نتميّز فيما بيننا بردة الفعل، والتأثرات، فهناك من تزيده العثرة قوة، وغيره من يدفعه السقوط للمقدمة، وآخر يبقى محله، ويندب حظه.
محادثة تطرَّقت للحياة للصحة للمعاملة للإنسان، وللوطن، وكلها اجتمعت في محور الحب، فإذا كان الحب موجوداً كانت الحياة بشكلها الصحيح، وكان الإنسان سليم الفكر سوي الاتجاه يحب وطنه، ويرقى بمجتمعه لا يكسب مالاً من تحقيقِ فسادٍ، أو تجاوز حدودٍ، ولا يستغل الظروف فيخالف التوقّع، والخلق المألوف.
أحاديث طويلة تناولناها بلهجات مختلفة باختلاف ألسنتنا، واتفاق وحدة وطننا قصيمية جنوبية حجازية حضرية بدوية كلها بقلب امرأة سعودية مُكِّنت، وتمكََّنت، وحضرت، وأثبتت أن المرأة وإن اختلفت مع الرجل فطرةً، و تكليفاً، إلا أنها تتفق معه وطنيةً، وتصنيفاً، شامخةً بمكانتها، محتشمةً بوقارها، متمكِّنة في ميدان عملها، شريكة للرجل حسب قدرتها، لا أنوثة ملغاة، ولا حقوق منسية فكانت مثالاً يقتدى، وليس صورة تزدرى، فالحرية أساس الإنسانية، والتحرّر الممقوت هاوية البشرية.
حديث بدأ عن عمل، وبحث مكثّف شهوراً عديدة، وانتهى بالتغنّي بحب وطن له علينا أفضال مديدة، إلى أن حان فجر يوم ثان من أيام رمضان المختلف بظروفه، المبارك لكم قدومه، جعله الله لنا ولكم بداية فرجنا وانفراج أزمتنا.