د.عبدالعزيز الجار الله
احتفلت بعض الأصوات العربية (النشاز) بانخفاض أسعار النفط بسبب جائحة كورونا، وتوجهت الاحتفالات والزغاريد باتجاه السعودية والخليج بنوع من التهكم والتشفي، وهي عادة لهؤلاء يمارسونها باستمرار في أي حدث يحصل بالخليج، أصوات عربية تقيم في تركيا، وممولة مالياً من قطر، وتتلقى الحماية والرعاية من إيران، والتأييد من فئات عراقية.
منظمة أوبك المصدرة للنفط ليست هي فقط السعودية والخليج، بل تضم دولاً عربية وشرق أوسطية وأفريقية ودولة واحدة من أمريكا الجنوبية هي فنزويلا، والدول الخليجية: السعودية والكويت والإمارات. والعربية من غير الخليجية: العراق وليبيا والجزائر. ومن غرب آسيا إيران، ومن أفريقيا: نيجيريا والغابون وأنغولا والكنغو وغينيا. ودول من خارج أوبك، ودول أوبك بلس (23)، جميعها دول مصدرة للنفط، إذن لماذا استعداء دول الخليج من قبل جماعات عربية دينية في تركيا والعراق وقطر وإيران؟
إيران دولة نفطية ومصدر رئيسي للنفط، لكنها أهدرت ثرواتها المالية على الثورات والميليشيات والتدخلات في شؤون الدول، وهي الآن تعاني الحصار الاقتصادي المرير، وشعبها يعاني الضائقة الاقتصادية وأموالهم تذهب إلى دعم الحرب في سورية والعراق واليمن ولبنان.
أما قطر دولة الغاز والنفط فقد وجهت أموالها لصالح هذه الدول، تصرف على حروب إيران، وتحولت إلى خزينة وصندوق أموال للدفع على عمليات ومغامرات إيران وتركيا.
أما العراق فطوع أموال شعبه للفساد وسرقة الميزانيات ولعمليات واسعة للميليشيات والحشود، فصارت مع تركيا وإيران مثلث فساد وتهريب نفط وبضائع والقتل والانتقام.
وتركيا الدولة غير النفطية التي تدعي أنها الوسيط بين أوروبا والشرق الأوسط، ودولة تجمع الجماعات الدينية والراعية للميليشيات العربية في ليبيا وسورية، والمعارضة السياسية العربية، وهي غارقة في حروب الأكراد والعرب والأفارقة، واقتصادها يعيش ركودا خاسرا وسياساتها من فشل إلى آخر.
وسط هذه التخبطات وخسائر دول كان لها الريادة والسبق في أوبك والتنمية، نراها تنهار أمام شعوبها وتبحث عن أصوات إعلامية للضجيج وخلق البطولات الإيرانية والتركية والقطرية.