تستخدم كلمة سيدي في كثير من دول العالم كنوع من التوقير والاحترام لأصحاب المناصب العليا، وفي المملكة العربية السعودية تتردد كلمة سمعاً وطاعة في العرضة السعودية، فسمعاً وطاعة، تحت بيرق سيدي سمعاً وطاعة تجسد معنى «الولاء» لولي الأمر وماله من بيعة في أعناقهم، «عقيدة الولاء» السعودية، والتي دائماً ما يكون فيها السعوديون على قلب رجل واحد، في السراء والضراء، أقرب ما يكون به حالهم إلى «البنيان المرصوص».
والعرضة السعودية لون من الألوان الملازمة للحرب والباعثة للحماس، وفق معطياتها وأدواتها المستخدمة فالطبول تقرع في الحرب، والسيف يحمل كذلك في الحرب، والشعر الحماسي عنصر أساسي من عناصر الحرب ومن مستلزمات هذا اللون الراية والسيوف والبنادق، جميعها أدوات حرب في السابق تؤدى لجلب النجاح والانتصار بينما أصبحت الآن أدوات فرح تؤدى في مناسبات وأفراح الوطن في صورة تعكس ما نعايشه اليوم من رغد العيش والرفاهية والأهم من ذلك نعمة الأمن والأمان التي تعم أرجاء البلاد حتى في أحلك اللحظات تجد الشعب ملتفاً حول قائده مردداً سمعاً وطاعة سيدي.
وبالأمس دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله قادة دول العشرين G20 إلى اجتماع طارئ واستثنائي افتراضي عبر تقنية الفيديو كونفرانس بهدف اتخاذ إجراءات حازمة لمحاربة انتشار الفيروس، خاصة فيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم على خلفية جهود مكافحة انتشار الفيروس.
وخلال الاجتماع أكد خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله على الدور المحوري لمجموعة العشرين G20 في التصدي للآثار الاقتصادية لجائحة كورونا، مشدداً على أهمية التنسيق لمواجهتها وإعادة الثقة في الاقتصاد العالمي، وقال: «يُعول العالم علينا للتكاتف والعمل معاً لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية».
وخلال كلمته قال يحفظه الله: إنه يجب أن نأخذ على عاتقنا جميعاً مسؤولية تعزيز التعاون في تمويل أعمال البحث والتطوير سعياً للتوصل إلى لقاح لفيروس كورونا، وضمان توفر الإمدادات والمعدات الطبية اللازمة، مبيناً الدعم الكامل لمنظمة الصحة العالمية في تنسيقها للجهود الرامية إلى مكافحة هذه الجائحة.
وأعرب القادة، في البيان الختامي للقمة الافتراضية، عن شعورهم بالحزن العميق للخسارة المأساوية في الأرواح والمعاناة التي يواجهها الناس في جميع أنحاء العالم، مؤكدين أن معالجة الوباء وآثاره الصحية والاجتماعية والاقتصادية المتشابكة هي أولويتهم المطلقة.
كما أعرب زعماء وقادة الدول المشاركة في القمة، عن امتنانهم ودعمهم لجميع العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية لمواجهة انتشار وباء فيروس كورونا المستجد.
وشارك أعضاء مجموعة العشرين قادة الدول المدعوة والتي تضم إسبانيا والأردن وسنغافورة وسويسرا الاتحادية، كما شارك من المنظمات الدولية منظمة الصحة العالمية، وصندوق النقد الدولي، ومجموعة البنك الدولي، والأمم المتحدة، ومنظمة الأغذية والزراعة، ومجلس الاستقرار المالي، ومنظمة العمل الدولية، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومنظمة التجارة العالمية.
إلى ذلك، مثلت المنظمات الإقليمية جمهورية فيتنام الاشتراكية بصفتها رئيساً لرابطة دول جنوب شرق آسيا، وجمهورية جنوب إفريقيا بصفتها رئيساً للاتحاد الإفريقي، ودولة الإمارات العربية المتحدة بصفتها رئيساً لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجمهورية رواندا بصفتها رئيساً للشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا.
وقد شارك في هذه القمة الافتراضية العديد من قادة الدول وممثلي عدد من المنظمات الدولية، ومن بين قادة الدول المشاركة: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانول ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ورئيس وزراء بلجيكا ممثلًا عن الاتحاد الأوروبي، ورئيس وزراء كندا، والعاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين، ورئيس وزراء اليابان شينزو آبي، ورئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس.
وفي ختام المؤتمر قال زعماء العالم للسعودية وقائدها: سمعاً وطاعة سيدي حيث تعهدوا بضخ 5 تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي للحد من الآثار الاقتصادية لجائحة فيروس كورونا.