ولأن الأمن الفكري والنفسي أمان للمواطن والوطن، كانت الإشاعات من أخطر الأسلحة التي يمارسها الأعداء وبعض الجهلاء للإخلال بتوازن هذا البلد الطاهر.. ولهذا كان لا بد من وجود قانون عقوبات وطرق مبتكرة للكشف المبكر عن مطلق الشائعة ومروجها.
هناك بين الناس (قتلة) لم يسفكوا دماً قط، لكنهم يدكون الحصون ويزعزعون المجتمع مع بزوغ شمس كل يوم، وذلك بنشر الأخبار المضللة والشائعات الهادمة لكيان ونسيج الأمة..
فهم كالقتلة يسرقون سعادة الناس في الحياة، ويجعلونها تعيش في حالة من الاحتضار المستمر.. حياة قذرة كالذباب الساقط على الجرح، بكل ما تحمله الكلمة من معنى..
يزرعون الشائعات ويراقبونها وهي تنمو وتكبر وتتفرع وتثمر.
تبدأ الشائعة لديهم بهدف ثم فكرة ثم إعداد ثم توجيه ثم إطلاق.. تماماً كما يستعد العدو لإطلاق قذيفة على وطن لإحداث كارثة وزعزعة أمن وترويع آمنين..
ولكي نتصدى لمثل هذه القذائف المدمرة نحتاج إلى عقول باتريوتية وأفئدة رادارية مضادة، فائقة السرعة، حاضرة البديهة، حادة الذكاء، ماهرة التصويب، ذات كفاءة عالية وأنظمة متقدمة، تجيد قنص الشائعة في الوقت المناسب والمكان المناسب منذ دخولها، لتبطل مفعولها قبل وصولها للهدف المراد لها..هنا فقط تستحق تلك العقول انحناءة تقدير واحترام ووسام فخر باسم «المواطنة الحقة»، فالمواطنة أفعال قبل أن تكون أقوالاً..
ختاماً..
دام عقلك ووطنك راقياً متمرداً على صراخ الغربان..!