ليس من عادتي الكتابة عن الأمور السلبية أو المحطمة، لأن هذه ابتلاءات، ولكن أكتب للمرة الأولى والأخيرة من باب التحذير بعدم الدعاء على الأبناء والأقارب. ذات يوم دخلت مكتبًا لأحد الأصدقاء بعد صلاة العصر فوجدته يزبد ويرعد ويدعو بأعلى صوته، حاولت أن أعرف سر غضبه وزعله، قال: «هل تسمع هذا الذي يفحط بالسيارة ويقودها بجنون إنه ابني.. أسأل الله أن يدخل هو وسيارته تحت تريلا».. أعوذ بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. وبعد سنتين ذهبت لصديقي هذا أعزيه في وفاة ابنه بحادث.
كما روي لي أحد الأصدقاء أن أبًا آخر دعا على ابنه عندما خرج من البيت فقال له: «اذهب.. أسال الله أن لا تعود».. توفي الابن في اليوم نفسه ولم يعد، وأمه من شدة الحزن على ابنها طلبت الطلاق فطُلقتْ... وبعد سنوات قليلة توفي الأب حزنًا على ما جرى.. أذكركم وأذكر نفسي أن بابًا بالجنة مكتوبًا عليه (للكاظمين الغيظ والعافين عن الناس)، ووصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- للأعرابي (لا تغضب لا تغضب.. ثم قال: لا تغضب ولك الجنة)، أسأل الله أن يصلح نياتنا وذرياتنا وخاتمتنا.. آمين.