سمر المقرن
برغم جائحة كورونا وتعطل كثير من هذه العادات الرمضانية مؤقتاً، إلا أن عادات وتقاليد الشعوب احتفالاً بشهر رمضان حول العالم تظل في الذاكرة ابتهاجاً بالشهر الكريم، وأدعو الله أن ينتهي الوباء وعن قريب ستنتهي الجائحة وتعود تلك العادات من جديد العام القادم بإذن الله. ومن العادات الرمضانية الملفتة ما يحدث في أوزباكستان حيث يتم الإفطار بشكل جماعي على الشاي الأسود ثم تقوم كل أربع أو خمس أسر بالمشاركة وذبح خروفاً ويتناولونه مع الخبز المصنوع بالمنزل، وفي إندونيسيا ما أن يثبت هلال الشهر الكريم حتى يتم قرع طبول «البدوق» احتفالاً بمقدمه، كما يسبح الأطفال في أحد البحيرات العامة بمدينة بويلالي لإيمانهم بأهمية الرياضة وتعبيراً عن غسل الذنوب والاستعداد للشهر الكريم.
أما في باكستان فيقومون بإقامة حفل عرس جماعي للأطفال الذين يصومون للمرة الأولى وبعد الإفطار يُعلن عن نفير حرب البيض حيث يُمسك كل فرد بيضة مسلوقة محاولاً ضرب البيضة الأخرى في يد زميله حتى موعد السحور. ولأول مرة هذا العام تُقلع نيجيريا عن عادتها بالإفطار الجماعي فغير مسموح أن تفطر كل أسرة بمفردها مع الحرص على استضافة فقير على المائدة يومياً كنوع من المسؤولية الاجتماعية. وفي موريتانيا يحرصون على قراءة القرآن الكريم بالكامل في ليلة واحدة كما يقومون بحلق شعر رؤوسهم حتى ينمو مع الشهر الكريم ويسمونه شعر رمضان. وفي الدانمارك تبلغ ساعات الصيام 21 ساعة ثم أيسلندا 20 ساعة و20 دقيقة وهولندا 18 ساعة و30 دقيقة وكندا 18 ساعة بينما أقل عدد ساعات للصوم حول العالم في الأرجنتين بمعدل 9 ساعات و30 دقيقة وأستراليا 10 ساعات.
ومن العادات الطريفة المتوارثة في ولاية كيرلا الهندية أن إعلان قدوم شهر رمضان يجب أن تعلن عنه امرأة كبيرة في السن تسمى سابينا ايشابي نيابة عن والدتها المعمرة كما تقتضي التقاليد والأعراف هناك. أما في ماليزيا فيقوم الناس بتنظيف وغسل الشوارع. وفي الصين يطلق المسلمون على شهر رمضان اسم باتشاي ويتبادلون الأطعمة. وفي جزر القمر يحتفلون بمقدم الشهر بحمل المشاعل التي تتلألأ على سطح المياه.
وفي بعض الدول العربية المجاورة هناك تقاليد طريفة يمارسونها في رمضان إلا أنها توقفت هذا العام مثل اللبنانيين حيث يقومون بما يسمى سيبانة رمضان وهي القيام بنزهة على شواطئ بيروت أو الحدائق والمنتزهات لتناول المأكولات والمشروبات.
التمسك بالعادات الرمضانية عادة جميلة، وستعود بإذن الله أجمل بعد أن نتجاوز هذه المرحلة وتصبح من الماضي.