فهد بن جليد
الرهان على (وعي) المواطن السعودي سيبقى الورقة الرابحة في حربنا على (فيروس كورونا)، بحذره أولاً من الشائعات المُتطايرة هنا وهناك، والتزامه بتلقي المعلومة من مصادرها الرسمية، وعدم السماح بتطفُّل مُتطلعي الشهرة و(المُتمَصدِرين) ومُحاولتهم قيادة الرأي العام وتوجهات الناس من خلال نشر الإشاعات والأكاذيب، ولعلَّنا في اليومين الماضيين تعرَّضنا لكمية كبيرة من الأخبار والإشاعات حول تغيُّر أوقات منع التجول وفتح المساجد وغيرها، وكان يمكن أن تنتشر هذه الإشاعات على نطاق أوسع لولا وعي المواطن السعودي، وسرعة نفي الجهات المعنية، بل وتحرّكها ضد من روَّج لتلك الأخبار والمقاطع.
النقطة الثانية والأهم -برأيي- أنَّه مهما تغيَّرت الإجراءات الخاصة بالحد من انتشار (فيروس كورونا)، أو تم تخفيف بعض الاحتياطات قريباً -بإذن الله- يبقي الرهان على وعي المواطن السعودي قائماً، فهو حجر الزاوية بتعامله بمسؤولية وثقة والتزام مع أي إجراءات جديدة (للتخفيف أو للتشديد)، المواطن السعودي في أزمة (كورونا) تحوَّل من مُجرَّد مستفيد من الخدمة إلى شريك في صُنعها وتميّزها بشكل مُبهر على مستوى العالم، لأسباب عديدة في مُقدمتها ثقته في قيادته وإيمانه التام بأنَّه سيحصل على أفضل السيناريوهات والخدمات الصحية والغذائية المُمكنة والآمنة عالمياً، مُقابل فقط وعيه والتزامه، الأمر الذي جعلنا بالفعل مُتماسكين بتعاضدنا في وجه هذه الأزمة، ومُستقرين بثقتنا في نظامنا الصحي والغذائي وأنَّه بأيدٍ أمينة ورحيمة تسعى لرفاهية وأمن وسلامة كل من يعيش على أرض الإنسانية، كنهج ووعد سعودي أطلقته قيادتنا الرشيدة في التعامل مع هذه الجائحة مُنذ وقت مبكر.
(وعي) المواطن السعودي اللافت، والتزامه خلال هذه الأزمة لم يأت من فراغ، وهذا بالمُناسبة لم يتهيأ لبعض المُجتمعات الغربية التي شهدت انقضاضاً كبيراً على المتاجر وفشلاً في الأنظمة الصحية وظهور خيارات فردية أنانية وصور مُحزنة في بعض تلك المُجتمعات، بينما (الوعي) لدينا -بحمد الله-كان نتاجاً طبيعياً للثقة المُطلقة في القيادة، ثم في إمكانات وقدرات وأنظمة المملكة التي أثبتت السنون والتجارب والأزمات السابقة أنَّ المواطن السعودي لا خوف عليه، فسيحصل -بتوفيق الله وحمده- على أفضل ما يمكن بثقته ووعيه.
وعلى دروب الخير نلتقي.