فهد بن جليد
إذا كانت الدول والحكومات تتسابق اليوم لوضع خطط مالية لتجاوز أزمة وآثار (كورونا)، ومُعظم قيادات الشركات العملاقة والعالمية حول العالم يعكِّفون على إعادة ترتيب ميزانياتهم وتأجيل (بنود ضاغطة) على أعمالهم العابرة للقارات، فحرِّي بالإنسان العادي (مثلي ومثلك) أن يكون ذكياً ويعمل كذلك بتصرُّف ومسؤولية، فمن لم تحرِّك فيه هذه الأزمة شيئاً ولم تغيِّر من سلوكه ليتخلَّص من كل العادات المالية السيئة، فلن يتطور ونحن أمام واحدة من أكبر الأزمات والتحديات التي تواجهه البشرية.
أبدأ بمُراجعة عاداتك ومصروفاتك الشخصية والعائلية، وأعد قراءة وفهم (الأمور المالية) خصوصاً بتمعُّن أكثر، للاقتناع بضرورة اتخاذ الخطوة و(إيقاف) الرغبات الاستهلاكية غير المُقنَّنة التي لم تعد تُناسب المرحلة الحالية بعد (كورونا)، والأهم -برأيي- هو الحصول على موافقة ومُباركة أفراد العائلة الذين يُشكِّلون (جبهة الحُلفاء)، حتى لا يعملوا ضد (المشروع) ويُفشلوه دون قصد، فإذا لم تنجح في إفهام وإقناع الشركاء داخل المنزل لن تنجح المهمة.
ضع جدولاً اكتب فيه كل عاداتك وتفاصيلك اليومية والأسبوعية والشهرية (شراء كوب قهوة صباحاً، العشاء خارج المنزل، الاشتراك في ناد صحي ... إلخ)، وفي الخانة المُقابلة اكتب تكلفة كل عادة، ثم في الخانة الثالثة اكتب البديل المُقترح، ستجد في أسفل الجدول أنَّك وفَّرت الكثير، هناك سلع (غير ضرورية) يمكن الاستغناء عنها، وأخرى يمكن تأجيلها أو استبدالها، أعرف ماذا تريد بالضبط؟ وأين تصرف كل ريال في هذا الوقت؟ لإيقاف أي هدر أو تبذير -لن تلوم نفسك ولا يحق لأحد أن يلومك - فلا مجال للمُجاملات ولا للإحراج، هذه أفضل فرصة للتخلص من بعض العادات السيئة والغبية ووقف كل تسرُّب مالي، تصرَّف بذكاء وحكمة لصياغة واقع معيشي جديد يُناسب احتياجك الفعلي ويُراعي مصالحك وظروفك ودخلك دون مُنغصات ومديونيات، حتى لا تجد نفسك تعيش كما يريد غيرك، أموالك تُسلب بسوط الحياء والمُجاملة، باختصار أفق وتوقف فوراً عن دفع كُلفة (إعلانات المشاهير) وأرباح (عروض التخفيضات)، وأنت تحلم.
وعلى دروب الخير نلتقي.