فهد بن جليد
حديث وزير الصحة فجر أمس -الأربعاء- لم يكن للسعوديين وحدهم، بقدر ما كان رسالة اطمئنان وتحفيز أخرى من المسؤول الأول عن النظام الصحي في المملكة لتأكيد قيمة وأهمية حياة وسلامة كل من يعيش على هذه الأرض المُباركة، ففي وقت تحاول فيه كثير من الأنظمة الصحية العالمية تقديم المُبرِّرات وصياغة أعذار القصور والعجز من تبعات وصعوبة مواجهة (فيروس كورونا) وتأثيراته على النظام الصحي وأرقام الإصابات وأعداد الوفيات، تأتي مثل هذه الرسالة الإيجابية لترفع من معنويات الناس وسط هذه الجائحة العالمية، لتؤكد من جديد التصدي بمسؤولية للموقف وبُخطى ثابتة ضمن منهج المملكة الذي وضع رعاية الإنسان وصحته في المقدمة بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- اللذين سطَّرا أسمى معاني الإنسانية الحقَّة في هذا الظرف الاستثنائي عالمياً.
ارتفاع أرقام الإصابات في الأيام الماضية ليس أمراً مُقلقاً، طالما أنَّه ينسجم مع زيادة عدد حالات الفحص الموسَّع والمسح الميداني النشط لتتبع الحالات الذي تقوم به الفرق الصحية في جميع مناطق المملكة، والبشارة التي زفَّها الوزير هنا أنَّ مُعدَّل حالات الوفيات بالإصابة في المملكة مُنخفض جداً وأقل بعشرة أضعاف من المُعدل العالمي، بفضل الله أولاً ثم نتيجة فرض (بروتوكول سعودي) مطوَّر تتبعه الوزارة وتراجعه يومياً لإدارة الأزمة بأحدث الطُرق، إضافة للمسح المُبكر وسرعة التقصي التي ساعدت كثيراً في الوصول للحالات واكتشافها في وقت مبكر.
نحن لم نحتج حتى الآن -بفضل الله وتوفيقه- لأكثر من 96 بالمائة من أسرَّة العناية المُركزة وأجهزة التنفس التي وفَّرتها الدولة ولا تزال شاغرة، هذا أحد الأخبار المُفرحة جداً، فنحن جميعاً نعلم أنَّ ملف (أسرة العناية وأجهزة التنفس) شكَّل تحدياً وعجزاً وتهديداً للكثير من الأنظمة الصحية العالمية، وعندما يتحدث الوزير بهذه الأرقام والثقة الكبيرة في فريقه ونظامه فهو انعكاس طبيعي لحجم الدعم - اللا محدود- الذي تجده الوزارة من القيادة من أجل صحة الإنسان وسلامته في هذا الوقت الصعب، الوزير راهن على ثقته في المواطن والمقيم في وقت ما زال فيه الخطر قائماً، فاستمرار النجاح سيبقى مرهوناً بمدى تفاعلنا ومسؤوليتنا والتزامنا بتطبيق الإجراءات الوقائية المفروضة.
وعلى دروب الخير نلتقي.