هناك الملايين حول العالم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كثيف، وأصبحت جزءًا من حياتهم اليومية، تأخذ من وقتهم الشيء الكثير ساحبة البساط من وسائل تقليدية متمثلة في التلفزيون والصحافة والسينما التي راح متابعوها في تراجع وانحسار ملاحظ بعد الطفرة الهائلة التي أحدثته قنوات (الفيس بوك وتويتر والواتس آب وأنستغرام)، والنقلة النوعية في استعراضها للمعلومات والصور والأحداث المختلفة وحفظها وتخزينها في الهاتف الجوال والأجهزة اللوحية التي وإن كان هناك شغف في استخدامها إلا أن هذا أحدث تأثيرات سلبية قد تغيب عن عقل المستخدم، فمن خلال الاطلاع على بياناته وملفاته، حيث تحوي كل أفكاره واهتماماته التي يتم عبرها توجيه من غير إدراك منه، ولعل الاستهلاك في صوره كافة هو الهدف الذي ساهمت هذه القنوات في تحقيقه على نحو كبير، ويعتقد المستخدم أنها وسيلة وفرت الوقت، ولكنها راحت في الحقيقة تدجنه على نمط من الاستهلاك.
نأتي بعد ذلك لتأثير آخر أخلاقي والنفسي الذي يقوم على بث أفكار وسلوكيات من قبل المستخدم، والتي تعكس شخصيته، ومن أهم هذه السلوكيات هو حب الظهور والبروز في أي صورة كانت، وهذا ما هو حاصل في الواقع الذي نعيشه، حيث كان هناك استغلال لبعض قنوات التواصل الاجتماعي، مثال تويتر التي سمحت بإعادة التغريدة التي مكنت مَن مستواه متدنٍ في الفكر من الحصول على مكانة اجتماعية مزيفة، ولقد اعترف (كريس ويذرويل) أحد المهندسين الذي أنشأوا مفتاح (إعادة التغريدة) أنه نادم على ذلك، لأن المفتاح استخدم من جماعات صاحبة ثقافة منحطة ومتدنية، ولتحسين تلك السلبية كان لا بد من المراجعة التي تحفظ لهذه الوسائل مصداقيتها، فكان هناك عدة اقتراحات من ضمنها إخفاء عدد مرات الإعجاب والمشاركة، وترك الأمر للمضمون الذي يخضع لتقييم الأفراد، وكذلك عدم فتح المجال للتسجيل لمجهول الهوية، إضافة إلى ذلك وهو أنه في حال وضع تعليقا أو نصا يعتبر في محتواه مسيئا يمكن أن يكون هناك مفتاح يتعامل مع هذا النص عن طريق الذكاء الاصطناعي، بحيث يحذفه عند وصفه بالرسائل المزعجة.