كَثِيرًا مَا تطحن أَيَّامِنَا دَوَامَة الْحَيَاة وتقتنص مِنَّا أيامَ الْعُمْر.. كَثِيرًا ما تدوس أشغالنا وَأَعْمَالَنَا وتصيّر أَحْلَامَنَا نَجْمَةً فِي أَعْمَاقِ الْبَحْر.. نركز عَلَى أَسَّس أَهْدَافها نخطط لَهَا وَلِكُلِّ مَا يُحْبِطُهَا مِنْ أَمْرِ، لنجتذبها مِن جحيمها ونطلقها فِي الْأَثِير كعصفورٍ ثمل!
تَفْتَرِشُ الْفَضَاء، وإن ضاق الْغَمَامُ بفسحةَ وَالنَّظَر، وكَثِيرًا مَا تتكشف لَدَيْنَا أقنعةً مزيفةً وَرَاءَهَا حَبَسْت طِيبِهً أَوْ حِقْدا مَمْزُوجًا بابتسامةٍ ساعة سمر!، وكَثِيرًا مَا تَاهَت مِنْ أَيْدِينَا لَحَظَات الْفَرَح وَضَاعَت مِنْ خَلْفِهَا السَّعَادَة المزدانة بِالطُّهْر، وكَثِيرًا,, وَكَثِيرًا مَا تُسْمِعُ مِمَّنْ حَوْلِك أَيْنَ أَنْتَ؟ وأَيْن نَفْسِك المتفانية عطاءً؟ أ نُسْيت ما فاتها مِن الدَهْر؟ تَقِف للحظات عِنْدَهَا، تستجمع كُلَّ قُوَّةٍ كَانَت تعطيك الْعَزْمِ وَالصَّبْر.. لتَطْلُق حِينِهَا وبِأَنَّك لَنْ تَندَّمَ عَلَى عطاءٍ أبَدَ الدَّهْر.. تغادرهم بِفَرَح بَعْدَ أَنْ أضرمت فِي نُفُوسِهِمْ إيجَابِيَّة كَالْجَمْر، وَفِي قَلْبِك فَرَحٍ وَسُرُورٍ يتسامى بِرُوحِك وَيَرْتَقِي بِهَا لِلْبَدْر، لتبحث بين طَيَّات أَيَّامِك لِتَجِد أَنَّ مَا طَحَنَت رُوحَك لَمْ يَكُنْ إلَّا خيرةً حَبَاك بِهَا رَبِّ الْبَشَرِ!
رُبَّمَا تَحْزَن.. وَتَأَمَّل.. وتُسوّف.. و تَقُولُ لَا بُدَّ أَنْ يُشَرِّقَ فجر الرضى، لنصنع بِأَيْدِينَا مِزَاج لحظاتنا فنمسح التَّعَب والجدَّ عَن جَبِين يومٍ أَوْ شَهْرٍ.. تهديها الْهِمَّة وَلَوْ كَانَتْ رَشْفُه قَهْوَة مَع أهزوجةٍ وَزَهْر، يَنْتَشِي مزاجك للحظات وتسافر تَحْت ظلالٍ وارفةٍ مِنْ خَيَالٍ سَعِيد مُبْتَذَلٌ.. لتَضْحَك عَلَى تِلْكَ الرُّوحُ الَّتِي تخاطبها بحبك لَهَا وَلَكِنْ لَيْسَ أَمَامَك أَي مَفَر، فربَّمَا تَوَهُّمهَا جناحي فرح.. تحلق بهما وتستظل بِهَما فَتَمَسَّح عَنْك كُلّ مافي شَمْس النَّهَارُ مِنْ حَرْقِة آلام الدهر !.
** **
- ندى عدنان الحافظ