تكريمها وتقديرها ليس انتصاراً لها فحسب بل لنا جميعًا كأطباء، خصوصًا وللعاملين في مجال الصحة عمومًا.
إنه بمثابة جُرعة تحفيزية إلى أبطال الصحة, لأنهم يواجهون حاليًا حرب ضروس, أمام فيروس كورونا الذي 4 أشهر أودى بحياة أكثر من الذين رحلوا من قنبلتين ذريتين, وشلّ حركة الحياة اليومية, وغيّب طقوس كانت حاضرة في السابق.
في هذه الأزمة قدمت جمهورية تونس نموذجاً من المبادرات العظيمة, وضعت صورة طبيبة النساء التونسية المسلمة الدكتورة توحيدة بن الشيخ على ورقة نقدية من فئة 10 دنانير تونسية, وتعتبر هذه المبادرة الأولى من نوعها في العالم العربي.
هي أول طبيبة عربية تونسية مسلمة. عانت كثيرًا من أجل هذا, واجهت معارضة شديدة من البيئة المحيطة بها, عندما قررت الذهاب إلى فرنسا من أجل نهل العلم والمعرفة, وأصرّت على ذهابها والدتها دعمًا لها وإيمانًا بها.
عادت كما لم تذهب.. عادت وسط موجة من الترحيب والاستقبال.. عادت وفي يديها شهادتها الجامعية.. وفي جوفها علمٌ ينفع.
إنها تحمل سيرة تستحق أن تُقرأ, ومسيرة حافلة بالإنسانية.
عيادتها مُشرعة أبوابها للجميع, ولا تأخذ مقابلاً من علاج الفقراء, إنها اتخذت الطب كما ينبغي أن يؤخذ, وليس كتجارة ومن حقها إن قامت بهذا.
انخرطت في أنشطة منها النشاط الثقافي, قامت في عام 1936 بإصدار أول مجلة ثقافية نسائية, وهي مجلة ليلى الأسبوعية باللغة الفرنسية.
** **
- د. فيصل خلف