محمد الشهري
عندما عُيِّن الحجاج واليًا على (تبالة) توجه بحاشيته الرسمية صوب الجهة المعنيّة وعندما اقترب من الموقع حسب الوصف سأل عن تبالة فقيل له إنها تقع خلف تلك (الأكمة) فأمر مرافقيه بالتوقف وأطلق كلمته الشهيرة (بئس الولاية تحجبها أكمة) وطفق عائدًا رافضًا ذلك المنصب باعتباره لا يلبي طموحه الوثّاب ... من يومها نشأ وانطلق المثل المعروف (أهون من تبالة على الحجاج) ومعناه الكناية بالشيء الذي لا يستحق التعب.
تذكّرت قصة الحجاج هذه في خضمّ ما أسمعه وأقرأه عن النشاط غير العادي الذي يقوم به أنصار بعض الأندية هذه الأيام في الأراشيف وعلى الرفوف بحثًا عن قصاصة هنا أو قصاصة هناك من شأنها أن تدعم بمحتواها أكذوبة إقامة مباراة ما ربما حصل الفريق بموجبها على بطولة؟!
وسائل هزيلة لمطالب أكثر هزلًا؟!
البطولات والمنجزات الرسمية المشرِّفة والمعترف بها لا تحتاج إلى قصاصات، ولا إلى (خرق) لتوثيقها.. بمعنى أن ثمة فوارق شاهرة ظاهرة بين بطولات أصحاب الهمم العالية وبين بطولات (الهلس والعبط والقصاصات والخرق).
ولك أن تتخيل يا عزيزي في حال نجحوا في فرض (عبطهم) هذا على الجهات الرسمية وبالتالي تم الأخذ بهذا الهلس ومن ثم جاءت قائمة بطولاتهم المدَّعى بها على النحو التالي مثلاً: البطولة الفلانية وثيقتها القصاصة رقم (300) في سلسلة القصاصات المُقدَّمة لطلب تثبيت بطولات (الخرطي)، والبطولة العلانية وثيقتها القصاصة رقم (700) وهكذا.. هذا لو افترضنا أن القصاصة ليست مفبركة و(ملعوباَ في قشّها) كالعادة؟!
بالمناسبة: سمعت أن أحدهم يفكر في إنشاء متجر لبيع القصاصات تحت اسم (دار التخصصات في جمع وبيع قصاصات البطولات) بعد أن أصبح سوق القصاصات على هذا القدر من الرواج.
المعنى
الحُر صيده يعرفونه هل الصيد
وأبو حقب لو صاد صيده حبيني