إيمان الدبيَّان
بعيداً عن مشاهدة القنوات التلفزيونية التي مُعظمها لا يَجْذبُني؟ وغالبها لا يهمُّني، ففيها الكثير من الغثِّ الذي يصيب الرأس بالصداع، والنفس، بالغثيان، والفكر بالتلوث مما يجعلني أنصرف عنها إلى ما يستحق الاهتمام، والتأمُّل، والانسجام وكان من أجمل تلك التأملات ليلة الخامس عشر لهذا الشهر نجوماً عالية، سماء صافِية، قمراً عملاقاً، وقَلباً للأحبة مُشتاقاً، فِكراً متفائلاً، وعقلاً مُتسائلاً عن فترة حَظرٍ ربما تطول، ولعلها بأيِّ لحظة قد تزول، ليس هذا فقط هو الأهم فهناك وقفات أرى أنها تأتي ضمن المُهم ومنها:
أسئلة لكل مواطن في قائمة كَفالتِه عدد من العمالة المُهْمَلةِ، والمُهَمِّلَة بسبب تستُّره ومخالفته للوائح والأنظمة بطريقة غير مباشرة، هل هذه هي الوطنية التي تتشدَّق بها قولاً لا فعلاً؟ هل هذا هو الدين الذي يلتزم به البعض ثوباً ولحيةً ويتحرَّر منه عملاً ومعاملةً؟ ما ذنب الوطن، والمواطنين بابتلائهم بعواقب استهتارك وعدم مبالاتك؟!
أسئلة لكل متهاون بتطبيق الاحترازات حمايةً لنفسه أولاً، ولعائلته ثانياً، وللمجتمع ثالثاً هل الحياة لا تستقيم إلا بتجمعات قد تكون سبباً في تزايد عدد الإصابات؟ هل الوعي والرقي والالتزام بالنظام لا يستجيب له البعض إلا عندما تكون هناك عقوبات مادية وليس حرصاً على الحياة الشخصية؟!
الصائمون عن الأكل والشرب، والآكلون لحوم غيرهم نهاراً وليلاً هل هذه الجائحة ستخرجون منها بفوائد أهمها عدم التدخل في شؤون الآخرين وترك الناس في حياتهم هانئين؟!
الذين كانوا يرون كثيراً من كماليات الحياة أساساً ولزاماً هل أيقنوا أن السعادة في القناعة، وهل أعادوا ترتيب الأولويات لتستمر بشكل أفضل كل جوانب الحياة؟!
الوقفات كثيرة، والتساؤلات عديدة، والفوائد جَمَّة وعظيمة لمن يعقلون، ويفقهون، وللوطن وولاة الأمر يُخلصون.