سبق أن تحدثنا بمقال سابق عن تاريخ تأسيس مكتبة العرفان الأهلية بمحافظة الحريق بصحيفة الجزيرة، العدد (15151) الأحد الثاني والعشرون من جمادى الأولى 1435هـ.
https://www.al-jazirah.com/2014/20140323/wo1.htm
وذكرنا أنها من أقدم المكتبات الأهلية في المملكة وكانت النواة الرئيسة لمكتبة الحريق العامة الحالية التي أسهمت في نشر العلم والمعرفة والثقافة بين الأهالي... إلخ، وأن المؤسسين لها تلقوا الدعم المعنوي والمادي من الأهالي وبذلوا جهوداً مضنية في الترتيب والإعداد لافتتاحها، وهم كل من:
1- الشيخ محمد بن سليمان آل سليمان -يرحمه الله-.
2 - الشيخ محمد بن إبراهيم القعود -يرحمه الله-.
3 - الشيخ عبدالعزيز بن سليمان آل سليمان -أطال الله في عمره- المشرف عليها والمكلف بعمل أمين المكتبة، وفتحها أمام الرواد خلال الفترة المسائية وإدارتها والسفر للرياض لشراء الكتب، وقد اعتنى بها واهتم بمحتوياتها من الاشتراك بالجرائد وشراء الكتب التاريخية والأدبية (قصص- دواوين شعرية) والدينية والسياسية وغيرها ومن أشهر المكتبات التي كانت تبيع الكتب بمدينة الرياض -آنذاك- مثل مكتبة حنيشل الواقعة على شارع محمد بن عبدالوهاب، ومكتبة الوفاء، ومكتبة التيسير، وكانت أسعار الكتب ذلك الوقت تتراوح ما بين (1-100 ريال) وأغلى كتاب تم شراؤه بمائة ريال (فتح الباري شرح صحيح البخاري)، كذلك تم الاشتراك بجريدتي حراء والبلاد السعودية بمبلغ أربعين ريالاً لكل جريدة، والاشتراك بجريدة الندوة بمبلغ عشرين ريالاً، والتي كانت تصل الحريق عن طريق البريد.
وسوف أستعرض بعض الكتب (1) المشتراة بتاريخ 2-2-1378هـ والتي كانت النواة الأولى لافتتاح المكتبة، وهي [عنوان المجد لابن بشر- تاريخ نجد لابن غنام- لمحات من تاريخ العالم- شهر في روسيا- تاريخ المملكة- أرض المعركة- ثمن إسرائيل- قلب في لبنان- الجاسوسية والحب- أحلام صغيرة- أطباء ومرضى- أدب الثورة- العاصفة- مجتمع بلا طبقات- أدب الدنيا والدين- النهضة الأدبية- إعجاز القرآن- الحشيش ممنوع- كلهن عيوشة- الشوقيات/ أربعة مجلدات- ديوان بن الرومي- رياض الصالحين- ديوان زهير- ديوان حاتم- ديوان طرفة- ديوان جميل بثينة- حكايات لمصر- شيخ المنافقين- قصة الأطباق الطائرة- نهاية رجل- الصلح مع إسرائيل- أمة تبعث- ضابط بوليس- دماء لا تجف- العدوان الثلاثي على مصر- صحيح البخاري- صحيح مسلم- نبل الأوطار- البيان والتبين- ديوان المتنبي- ديوان أبي تمام- القاموس المحيط- وحي القلم- أدب الكاتب- قصص العرب- العقد الفريد- شرح العقيدة الواسطية لابن رشيد- الثمار الشهية شرح العقيدة الوسطية- روح التربية القيمة- تهذيب أسماء الرجال- العذب الفائض- حرمات- اللهب المقدس- مخالب وأنياب- الكامل لابن أثير/ تسعة مجلدات- تفسير ابن كثير/ أربعة أجزاء- معجم الأدباء/ عشرة مجلدات- سيرة أبن هشام/ مجلدين- شرح صحيح مسلم/ تسعة مجلدات- شرح الزرقاتي/ أربعة مجلدات- البدر الطالع/ مجلدين- جواهر الأدب- أشهر مشاهير الإسلام في الحروب والسياسة/ مجلدين- مقدمة بن خلدون- علم النفس- الكامل للمبرد- فتح الباري شرح صحيح البخاري].
لقد شكل هذا المحتوى البسيط من الكتب في بداية نشأة المكتبة ثروة معلوماتية جديدة للمجتمع -آنذاك- في ظل غياب وسائل الإعلام المختلفة من إذاعة وتلفاز أو ندوات أو صحف اليومية في شغل أوقات فراغ الشباب والمثقفين، لقد مثلت مكتبة العرفان الأهلية بالحريق إحدى مبادرات مؤسسات المجتمع المدني -آنذاك-، والتي حظيت بدعم مادي ومعنوي من الأهالي والمثقفين وطلبة المدارس ومن دلائل نجاحها استمرارها لأكثر من خمسة عشر عاماً إلى أن تنازل المؤسسون عنها لوزارة المعارف، ممثلة في مكتب إشراف التعليم بحوطة بني تميم والحريق عام 1395هـ، حيث إنها قامت بدور مهم في تطوير وتكوين فكر المجتمع وثقافته ونشر الوعي المعلوماتي، وشكلت مصدراً مهماً من مصادر تشكيل ثقافة المجتمع بما تقدمه للأفراد من فرص التواصل وتعلم مهارته، حيث إنها مدرسة بدون معلم، وأسهمت في إثراء المعرفة وتقديم الثقافة الوطنية، والعمل على حماية المجتمع وتوعيته وتبصيره في مختلف المجالات، فكانت تشكل ملتقًى أدبياً يومياً لتبادل وجهات النظر في الشأن المحلي والأحداث، وكذلك ما تقدمه المكتبة من خدمات لروادها من أجواء مناسبة للقراءة.
وختاماً فإنني أتقدم باقتراحين لصاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، آمل فيهما من سموه الكريم أن يحظيا بالقبول؛ الأول سبق أن ذكرته بمقالي السابق وهو تكريم مؤسسي المكتبات الأهلية بالمملكة من قبل هيئة الكتاب في إحدى دورات معرض الكتاب الدولي والعمل على بناء مقر لمكتبة الحريق العامة في الأرض المخصصة لها على شارع الملك فهد بدلاً من المقر المستأجر كتكريم لواحدة من أقدم المكتبات في المملكة. أما الاقتراح الثاني فهو إعادة النظر في مهام واختصاصات المكتبات العامة المنتشرة بمدن ومحافظات المملكة، وتحويلها لأندية أدبية لتصبح منار إشعاع ثقافي فاعل في المجتمع، والعمل على الترويج للمكتبة بين أفراد المجتمع لدورها الثقافي في استثمار الوقت للأفراد والمجتمع، من خلال إقامة الندوات والمحاضرات والمسابقات الأدبية (القصة- الرواية- المقالة) والثقافية لمواكبة وتحقيق رؤية المملكة 2030.
- المراجع: (1) الشيخ عبدالعزيز بن سليمان آل سليمان الأمين السابق لمكتبة العرفان الأهلية في الحريق.
** **
محمد بن ناصر الجمعان - مدير متحف نفحات الماضي بمحافظة الحريق