ميسون أبو بكر
بينما شعوب العالم تعاني وطأة أزمة كورونا الاقتصادية والأمنية - إذ أخبرني بعض أصدقائي الأمريكيين والأوروبيين بأنهم اقتنوا أسلحة مؤخرًا لحماية أنفسهم من المجرمين الذين تعاظم خطرهم في ظل أزمة كورونا - عشنا نحن في المملكة بنعمة الأمن والأمان، وبما يليق بالمملكة المانحة للمحبة، المعطاءة وشديدة الكرم، الآمنة كمقدساتها.
لقد ضربت المملكة النموذج الرائع في ظل هذه الظروف لتكون أنموذجًا عالميًّا في إدارة الأزمات من جوانبها المختلفة؛ فلم يشعر إنسانها بضيق الحياة أو صعوبتها كما هي في بلاد العالم الأول - وأعني أوروبا وأمريكا - حيث شحت المواد التموينية الضرورية في أسواقهم، وتفاقمت الجرائم، وتعاظم خوف الناس وقلقهم على حياتهم.
الأخبار اليومية عن جهود الأجهزة الأمنية في مكافحة الجرائم والتسول والمخالفين للقوانين والأنظمة تُشعرنا بالأمان والثقة؛ فما إن تحدث حادثة سرقة أو ما يشبهها حتى قبل أن تمرّ ساعات إلا ونفرح بخبر اعتقال المجرمين الذين سولت لهم أنفسهم ارتكاب السرقة أو الاعتداء، إضافة إلى جهود الأجهزة الأمنية المكثفة في ظل الاحترازات الصحية بمنع التجمعات ومخالفات العمالة التي لا تنتهي، وتثقل الأجهزة الأمنية نظرًا لجهل تلك الفئة، وعدم اكتراثها بجدية الوضع.
الرياض وحدها بمساحة دولة. فأنا حين أتكلم عن ضبط الأمن في المملكة فإنني أتحدث عن مساحة جغرافية بحجم قارة، وعن مزيج من البشر حيث يوجد مقيمون وعمالة من مختلف الدول، وعلى اختلاف ألسنتهم. وإننا ننعم بضبط أمني وسيطرة أمنية على كل شبر من البلاد - بحمد الله وفضله -.
قبل أيام اضطررت للذهاب إلى المستشفى لعارض صحي طارئ بعد أن قمتُ بعمل تصريح للخروج وقت الحظر على تطبيق أسعفني. وكم كان من السهل أن أحصل عليه بدقائق معدودة. خرجت وأنا أقود مركبتي بعد منتصف الليل. وكم شعرت بنعمة أن أقود وأنا محاطة برجال الأمن الموزعين في الشوارع بكثرة، الذين يسألون بلطف عن تصريح خروجي في ساعات الحظر؛ فأقدمه وأمضي وملء روحي نشوة الأمن والاطمئنان التي لا أستطيع لها وصفًا.
الأمن الذي نشعر به كل لحظة وفي كل حين لا يقدر بثمن؛ فأن تعيش مرفهًا في وقت الضيق، وكريمًا في زمن الحصار، وآمنًا في زمن الانهيار الاقتصادي والتداعيات العالمية، هو نعمة لا يعرفها إلا من فقدها، وتستحق الشكر لله - عز وجل - ثم الامتنان للمنظومة الأمنية في المملكة.
أنا مدينة لكل رجل أمن ننام ويبقى ساهرًا، وننعم بالراحة في منازلنا ومع أهلنا ويقف تحت شمس حارقة أو في ليل بهيم بعيدًا عن أبنائه وأسرته، لأجل هذه البلاد وأمن إنسانها. سألوح بكف القلب لكل رجل أمن يخاطر بحياته لأجل أداء وظيفته، وسأرفع دعائي إلى رب وعدنا بالاستجابة أن يوفقهم، ويسدد خطاهم، ويجزيهم عنا خير الجزاء، وأن تبقى مملكتنا شامخة كجبال العلا، حصينة كصحرائها، رقراقة كبحر جدة والشرقية، تعانق السحاب مثل أبها وهمم رجالها الصناديد.. فسلام عليها، وسلام إليها، وسلام على كل شبر فيها.