عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة)، يومًا بعد آخر تتعقد الأمور، وتزداد سوءًا على مستوى العالم من جميع النواحي، خاصة الصحية، التي تعتبر الأولى لاستمرار الحياة بكل أمان وأريحية، وتأتي بعدها الحالة الاقتصادية التي تشهد حالة من التدهور والإفلاس في معظم أجزاء العالم، والضرر على الكل؛ وهو ما حدا بالجميع لإعلان حالة الاستنفار، وشد الأحزمة؛ فالكل تضرر من استمرار وباء كورونا الذي تجاوز بقاؤه ثلاثة أشهر دون حلول واضحة أو اكتشاف علاج حاسم للتصدي له. وهذا قدر وابتلاء من الله، نحن به مؤمنون، ولكن استمرار الحظر والانكماش العالمي بدأت آثاره تنعكس وتتضح على الكل حتى أصبح الجميع يلامسه، ويشعر به من خلال الكساد الاقتصادي الذي انعكس على شعوب الكرة الأرضية. وبالتأكيد سيكون القادم أسوأ وأكثر قساوة؛ فكلما طالت المدة زاد التأثير. ولهذه الأسباب اتخذت الدولة السعودية - حفظها الله - إجراءات وقرارات احترازية ووقائية واقتصادية كبيرة ومدروسة؛ ليستمر المواطن والمقيم في حالة استقرار واطمئنان في مستوى معيشي مقبول ومتوازن مع متطلبات الفترة، وفي ظل ظروف استثنائية مفاجئة وغير مسبوقة. ولا شك أن ما حدث - ولا يزال - سيكون له تأثيره المباشر على جميع مقومات وأساسيات الحياة، منها المنافسات الرياضية، ومستوى أدائها، وعطاء عناصرها بصفة عامة. والرياضة مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالاقتصاد والاستثمار في أي بلد مهما كان حجم اقتصاده ومداخيله؛ لأن الرياضة اليوم ليست كما كانت سابقًا؛ فجميع الألعاب الرياضية أصبحت صناعة واستثمارًا وتسويقًا ومداخيل تعتمد عليها الأندية. والحقيقة إن هذه الصروح الرياضية والكيانات الكبيرة جميعها تعتبر أول المتضررين مما يحل في العالم حاليًا نتيجة وباء كورونا. ومن هذا المنطلق لا أتصور بل متأكد أن كل شيء سيتغير، ولن تكون المنافسات بالمستوى نفسه الذي كانت عليه من جميع الجوانب، خاصة العناصر والحضور ووجود التميز والإثارة التي كانت؛ فالأحوال العامة والتحولات الكبيرة والأجواء السائدة جميعها مؤشر كبير على صعوبة عودة الحياة كما كانت وبالرتم والمستوى نفسيهما, حتى أن معظم المنافسات العالمية سيتم إلغاؤها أو تأجيلها، حتى كأس العالم 2022 هناك تصور واحتمال أن تُلغى أو تؤجَّل أو ترحَّل؛ فالأمور لا تبشر بخير. والله اعلم.
نقاط للتأمل
- ويستمر مسلسل بث الشائعات والترويج للمعلومات الكاذبة؛ فبعد نقل اللاعب نور الدين مرابط لنادي السد القطري، والفشل الذريع لمن سوقه وعززه، جاء الدور على اللاعب عبدالرزاق حمد الله الذي بدأت الأندية الإنجليزية تطلب وده، وتتسابق على التعاقد معه. وأنا أقول لكل من يحاول تسويق هذه المعلومات والأخبار غير الصحيحة: إنك لن تصل لمبتغاك، وإذا كنت تعتقد أنها تشرخ العلاقة بين اللاعبين والمدرج فأنت غلطان، بل تزيد من قيمتهما التسويقية والمعنوية.
- أعلنت «الخطوط السعودية» مؤخرًا احتمالية إمكانية الحجز والبداية في استئناف رحلاتها الدولية بداية من شهر سبتمبر القادم، وهذا غير مؤكد، وخاضع لتقييم الأمور الصحية من أهل الاختصاص وإمكانية فتح المطارات، وإذا ما صح الخبر فكيف ستكون بداية المنافسات في شهر أغسطس، والاستعداد قبله بستة أسابيع؟ فكيف سيتم نقل اللاعبين والأجهزة الفنية والطبية من الخارج؟ فليس الكل متمكنًا من الحضور بطائرة خاصة، وحتى الطيران الخاص خاضع للإجراءات الصحية والوقائية التي قد تكون عائقًا لوصول البعض، ومن دول محددة، فهل سيكون هذا سببًا في تغيير بعض القرارات؟ ننتظر، ونرى.
خاتمة
اللهم أني أسألك حسن الصيام، وحسن الختام، ولا تجعلنا من الخاسرين في رمضان، اللهم اجعلنا ممن تدركهم الرحمة، ثم المغفرة، ثم العتق من النار يا رب العالمين.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة). ولكم محبتي، وعلى الخير دائمًا نلتقي.