فهد بن جليد
ما زال أمامنا (أسبوع كامل) لوضع الخطط اللازمة لنعيش البهجة ونشعر بفرحة (عيد الفطر) السعيد، بعد أن يمنَّ الله علينا ويوفقنا لصيام وقيام العشر الأخيرة من شهر رمضان المُبارك، في مثل هذا اليوم من الأسبوع المُقبل سنعود مرة أخرى لمنع التجول (24 ساعة) وطوال أيام العيد الفطر بسبب كورونا، الأمر الذي يشكِّل تجربة جديدة وتحدياً حقيقياً في كيفية صنع فرحة وبهجة العيد داخل البيوت وبين أفراد العائلة؟
في كل عيد كان هناك من يخطِّط نيابة عنَّا لنعيش بهجة وفرحة العيد ونشعر بها، بالفعاليات والمُناسبات والبرامج الترفيهية والاجتماعات العائلية والأسرية والزيارات المُتبادلة، يكفينا أنَّ نلبس الثياب الجديدة ليراها الناس ويشعروا بمدى فرحتنا واستعدادنا وقدرتنا أيضاً، نُقدِّم أطباق الحلوى للمُهنئين حتى نبيِّن لهم مدى إحساسنا بفرحة العيد، تتزيَّن البيوت والمجالس استعداداً للقادمين، ولربما كان السفر أحد الطقوس والخيارات الخاصة بإجازة العيد عند البعض حتى يعيشوا ويشعروا بفرحة وبهجة العيد على طريقتهم الخاصة، الصور تختلف من مكان لآخر، ومن ثقافة لأخرى، ولكن المُتفق عليه أنَّ فرحة العيد هي أمر وإحساس تشاركي برؤية مَن حولنا جميعاً وهم فرحون وسعداء بهذه المُناسبة، أو هكذا يُشعرنا الجو العام على الأقل.
أكتبُ اليوم عن هذا الموضوع وقبل أسبوع كامل مُحاولاً (تعليق الجرس)، فنحن أمام اختبار وتحدٍ حقيقي؟ وتجربة فريدة وخاصة جداً؟ للبحث والتفتيش باستقلالية هذه المرَّة عن (فرحتنا الداخلية) في أنفسنا أولاً، ثمَّ مُحاولة رسمها على مُحيَّا أفراد أسرتنا الصغيرة وأطفالنا، وأخيراً صنعها ونشرها داخل بيوتنا لنشعر بها (كفرحة وسعادة حقيقة) بعيداً عن لبس الجديد ليرضي عيون الغير، أو تقديم الحلوى لمذاق الآخرين، للمرَّة الأولى الجميع مُطالب بأنَّ يفرح هو شخصياً بالعيد، لتظهر مشاعره ومظاهره وفعالياته الخاصة عليه وداخل منزله وبين أهله وأولاده، بعيداً عن الاختباء والتستر خلف عادات مجتمعية كانت هي المسؤولة عن الشعور البهجة والفرحة في كل عيد، لنسأل أنفسنا عن مدى معرفتنا وقدرتنا على صنع فرحة العيد وسعادته الحقيقية والشعور بها بعيداً عن الآخرين؟ بعد أسبوع من الآن يمكنك (إجابة نفسك) بصدق عن هذا السؤال.
وعلى دروب الخير نلتقي.