سلطان بن محمد المالك
شهر رمضان المبارك هذا العام أتى مختلفًا عن أي رمضان سابق عشناه في الأعوام الماضية، رمضان هذا العام صادف فرض الجهات الرسمية حظر الخروج من المنازل والبقاء فيها وعدم الخروج إلا بأوقات محددة وللضرورة. في كل عام رمضان له طقوس ويختلف الناس في كيفية قضائه بين عبادة وصلاة في المساجد وزيارات أسرية وممارسة مناشط مختلفة، هذا العام كان مختلفاً تماماً.
الساعة العاشرة مساءً في رمضان هذا العام كانت هي الأبرز لدى كثير من الناس، وهي الساعة التي نشطت فيها كثير من الفعاليات والمناشط داخل المنازل لمعظم أفراد الأسرة. الخيارات عديدة التي يمكن القيام بها الساعة العاشرة مساء، مثل ممارسة أنشطة مع أفراد الأسرة، متابعة برامج تلفزيونية أو إذاعية، ممارسة القراءة لمحبيها وغيرها.
أما بالنسبة لي كانت الساعة العاشرة مساءً خلال الأيام الماضية من رمضان ممتعة ومفيدة جداً، ولكني كنت أعاني من كثرة الخيارات المتاحة وتنوعها وكيفية التفضيل بينها. كثير من المحاضرات وورش العمل وبرامج حوارية في التلفاز والراديو تتم بالتوقيت نفسه. الخيارات كانت صعبة ولكنها جميلة ورائعة، كثير من الوزارات والهيئات الحكومية والغرف التجارية والجمعيات الأهلية المختلفة والشركات والأفراد شاركوا في تفعيل الساعة العاشرة من خلال طرح عدد من المحاضرات ورش العمل والديوانيات الرائعة. تنوعت المواضيع بين مواضيع عامة تهم الأسرة ككل وبين مواضيع متخصصة لأهل الاختصاص شملت الاقتصاد والمال، ريادة الأعمال، التسويق، الاتصال، التقنية والتحول الرقمي وغيرها .
الجميل في ذلك هو غياب الرسمية والتكلف تمامًا، فكل شخص يستطيع أن يتابع تلك الفعاليات في منزله من خلال أحد الأجهزة الإلكترونية المتاحة ومن خلال تطبيقات محددة للبث، فلا تحتاج للذهاب لأماكن قد تكون بعيدة لحضورها ولا تحتاج لوسائل تنقل ولا إلى لبس ملابس خاصة بالخروج. الأمر سهل جدًا، كل ما عليك أن تشغل الجهاز المتوفر لديك وتستمتع بما قمت باختياره من خيارات عديدة. حتى من يقدم تلك المناشط يقدمونها بأسلوب بسيط ومن منازلهم ودون أي تكلف ورسميات.
كانت تجارب رائعة لإبراز طاقات كثير من الشباب والبنات للحديث في مجالات هم مبدعون بها، وتجربة رائعة لمن هم في البيوت أن يتابعوا تلك المناشط التي كانت في السابق تتطلب حضور الشخص لمقر انعقادها. علمتنا هذه التجارب الكثير ومنها أهمية الجاهزية التقنية لدينا في منازلنا وأهمية تدريب أفراد الأسرة للاستفادة من التعلم واكتساب المعرفة عن بعد. كذلك علمتنا أن لدينا جيشًا كبيرًا جدًا من المخلصين الذين لديهم الاستعداد والرغبة للتطوع في نقل العلم والمعرفة للآخرين ودون مقابل.
شكراً لكل من ساهم في تقديم مناشط ومحاضرات وورش عمل سواء منظمات أو أفرادًا، وأنا متأكد أن هناك ألوفًا مثلي قد استفادو كثيراً مما تم طرحة في الساعة العاشرة مساء في رمضان.