إبراهيم الدهيش
تكمن (صعوبة) الحديث عن نجم بحجم الأسطورة سامي الجابر في أنه لم يكن مجرد لاعب يركل الكرة والسلام؛ فهو مجموعة (نجوم)، وتاريخ مهارة، وجغرافية إنجاز بطول وعرض فضاءات الجهات الأربع، وخلطة عصرية من الإمتاع والإبهار، حظي بإشادة الكثير من (العقلاء)، وأنصفه العديد من المحايدين و(النبلاء)، ونال ثقة المسؤولين هنا وفي الاتحاد الدولي لكرة القدم. بدأ بتصدير إبداعاته منذ وطئت قدمه النادي الأشهر والزعيم المتوج (هلال نصف الأرض)، وواصل إنتاجه الفاخر مع منتخب وطنه؛ فكان أحد الرموز المهمة في بناء وإقامة خيمة الإنجازات الهلالية، والمساهم الأكبر في (عولمة) كرتنا السعودية!
- أرقامه غير قابلة (للتزييف)، وتاريخه ناصع بلا تحريف أو تدليس!
- حقق مع فريقه الهلال (24) بطولة، ولعب (4) كؤوس عالمية، وحقق خلال مسيرته ما عجز عن تحقيقه كثير من النجوم!!
- لم يكن (نيجاتيف) لأحد، ولا امتدادًا لأي أحد نسخة غير قابلة للاستنساخ!
- واجه ويواجه الكثير من حملات النقد الانتقائية، وتعرض للعديد من عواصف التجريح والتشريح ممن يجيدون العزف على وتر التعصب و(الشخصنة)، لكنه استطاع بذكائه الفطري أن يميز بين غث (التهريج) وسمين الإنصاف!
- انتقدوه لاعبًا، ليس أقلها أنه نجم من ورق، بينما هو الرقم الصعب في كتيبة (الزعيم)، والعلامة الفارقة في جبين كرة الوطن.
- وهاجموه رئيسًا وإداريًّا، وشككوا في كفاءته وقدراته مدربًا. وبالرغم من هذا كله نجح في مهماته يوم أن انشغل بذاته؛ كونه كان يؤمن يومها بما يقوم به!
- وعلى العموم، هناك مَن حضوره كغيابه، وهؤلاء عادة ما يرحلون دون أن يحس أو يشعر بهم أحد، أتوا من الهامش والظل، وعادوا إليه، واكتفوا بـ(الفرجة)! وسامي الجابر - كحالة استثنائية في حضوره وغيابه - من فئة الحاضرين دومًا الذين لا يغيبون أبدًا!!
- وشخصية بهذه المواصفات والإمكانيات والحضور جديرة بأن تأخذ مكانها في خارطة رياضتنا السعودية؛ فمن غير المعقول أن تبقى كفاءة (وطنية) بهذه الثقافة وبهذا التراكم الخبراتي الممتد بعيدة عن مقاعد المسؤولية الرياضية؛ فمكانها الطبيعي سواء على المستوى المحلي أو القاري أو الدولي لمصلحة كرتنا ورياضتنا!!
- وفي الأخير يظل من المؤكد أننا سننتظر طويلاً ليجود الزمان بمثله وأمثاله؛ فأمثال هؤلاء النجوم كالكواكب التي تحتاج لسنوات لتكمل دورتها حول الأرض!
تلميحات
- مثلما كانت قيادتنا - حفظها مولاها - سخية باذلة كريمة قبل وأثناء جائحة كورونا كان الشعب السعودي كعادته في اتحاده وتعاضده وتكاتفه مع قيادته بما (يرفع الرأس) لاستيعابه أن المرحلة تتطلب بذل الكثير من الجهد والتضحيات والتنازلات للتغلب على الصعاب.
- وسيرحل (كورونا) - بمشيئة الله تعالى - وسيتذكر (الوطن) مَن وقف ومَن دعم من رجال الأعمال والمال، ومن المواطنين والبنوك، ومَن اكتفى (بالفرجة)!!
- إذا ما استُكمل الدوري كما حُدد له (20) أغسطس كتوقيت افتراضي بحكام محليين وبلا تقنية (الفار) فسنعود للمربع الأول، وإلى لغة البيانات ومعاريض الاتهامات (وكليشات) التشكيك لدرجة الدخول في الذمم.. فهذا ما أخشاه!
- عكست تلك البذاءات والإساءات التي أعقبت حديث النجم سامي الجابر ما يتمتع به أصحابها من سوء تربية وقلة أدب و(تعصب)؛ فالرجل عبّر عن وجهة نظره التي تتطابق تمامًا مع منطقية الواقع والتاريخ؛ فعلامَ التشنج؟!
- وفي النهاية أدعو الله لي ولكم أن يتقبل صيامنا وقيامنا، ويبلغنا ليلة القدر، ويجعلنا ممن يقومها إيمانًا واحتسابًا، وأن يسبغ على هذا الوطن أمنه ورخاءه، ويحفظ لنا قادتنا وعلماءنا ودعاتنا. آمين، إنه سميع مجيب الدعاء. وسلامتكم.