أحمد بن عبدالرحمن الجبير
في ظل أزمة فيروس كورونا، وعلى الرغم من أن الدولة -أعزها الله- لم تألوا جهداً لدعم الاقتصاد الوطني لمواجهة تداعيات هذه الأزمة، وإبقاء الشركات، والأعمال الخاصة دون تأثر، الأمر الذي طرح تساؤلات على المستوى الوطني، حول كيف نقف كمواطنين إلى جانب الدولة في هذه الظروف الاستثنائية والصعبة.
وكيف يقف رجال المال والأعمال الذين استفادوا كثيراً من دعم الدولة بالمليارات، ورعايتها لحالة الأمن والاستقرار التي نعيشها، ولولا الدولة لم يكن لديهم هذه الثروات، بينما يعيش مواطنونا هذه الفترة حالة إنكار للذات، ويخرجون ما لديهم لدعم أمنهم، واستقرارهم الاجتماعي وقوفاً إلى جانب الدولة، حيث نرى في دول العالم كيف هب رجال المال، والأعمال للتبرع بالمليارات لدولهم. فالجميع يدرك أننا في المملكة نمر بمرحلة صعبة بسبب انتشار فيروس كورونا، وسخرت الدولة -أعزها الله- كل إمكاناتها، وخدماتها من أجل حماية المواطنين والمقيمين، وتوفير الدعم اللازم لهم، والمستلزمات الطبية، والوقائية لمكافحة الوباء، واعتمدت حزمة من الإجراءات، والتي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- .
وتم تقديم 120 مليار ريال لتخفيف تأثير الأزمة على قطاع الأنشطة الاقتصادية، وتعليق العمل في المرافق الحكومية دون التأثير على الرواتب، وتحمل الدولة 60 % من رواتب القطاع الخاص ومصاريف علاج جميع المواطنين والمقيمين، وحتى مخالفي الاقامة، وتسهيل عودة المواطنين من خارج المملكة، وغيرها من المبادرات الأخرى.
كما قدمت البنوك السعودية 160 مليون ريال، وشركات التأمين 70 مليون ريال، وبعض المؤسسات والشركات التي شاركت المملكة في مكافحة الجائحة، وهذا كله يجسد المسؤولية الاجتماعية، والالتزام الوطني، والواجب الأخلاقي لكل مواطن سعودي، وينسجم مع الجهود التي تبذلها الدولة -أعزها الله- لتخفيف آثار الجائحة على الوطن والمواطن.
وما زلنا ننتظر مبادرات رجال الأعمال، ورد الجميل للوطن الذي قدم لهم الكثير، وتعظيم دور المسئولية الاجتماعية تجاه الوطن والمواطن، ودعم وتعزيز جهود الدولة -أعزها الله-، وقد حان الوقت ليثبت الخيِرون من أبناء هذا الوطن المعطاء التعاون معها، وتفعيل مسؤوليتهم الاجتماعية كلاً على قدر استطاعته.
ولا شك أن وقوف رجال الأعمال مع الوطن في هذه الأزمة هو عمل إنساني، وواجب وطني، ولدينا نماذج رائعة في الأعمال الإنسانية، ونحيي بعض رجال الأعمال، والشركات الذين بادروا برد الجميل للوطن، وتقديم المراكز الطبية الخاصة، والمنشآت الصحية، والفنادق والشقق الفندقية لاستخدامها في الحجر الصحي، ومساندة القطاع الصحي الحكومي. وما زلنا على ثقة تامة بأن البقية من رجال الأعمال لن يخذلوا وطنهم، وقيادتهم، وستكون لهم مبادرة تاريخية لا تنسى، فالمملكة تمر بأزمة، ويحتم على الجميع الوقوف معها، والالتزام بمسؤوليتهم الاجتماعية، ومد يد العون للمحتاجين، وتوفير المستلزمات الأساسية من غذاء، ودواء وفقاً للسياسات الحكيمة، والإجراءات الاحترازية لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -أعزهما الله-.