حظيت جزيرة العرب باهتمام الرحالة الغربيين، فساحوا في مجاهلها لأغراضهم المختلفة. وقد ازداد هذا الاهتمام بعد دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ونشوء الدولة السعودية الأولى، وكان من ضمن الاهتمامات كتابة اسم الدرعية على الخارطة، ولم يتسن لي مغرفة أقدم خريطة ورد فيها ذكر الدرعية، ولم يقتصر اهتمامهم بوضع موقع الدرعية على الخارطة بل سعوا إلى رسم مخطط للدرعية يبن أحيائها والبلدان والأودية والمزارع المحيطة بها. والجدير بالذكر إن وراق الجزيرة قد أورد خبرًا يوم الأحد 4 ذي الحجة 1427هـ عن خريطة الدرعية رسم جوزيف روسو القنصل الفرنسي في حلب وبغداد، وذكر أنها تعود إلى حوالي عام (1808م- 1223هـ) أي قبل سقوط مدينة الدرعية بعشر سنوات. ثم عقَّب على المقال الدكتور محمد البقاعي في الجريدة نفسها يوم الثلاثاء 20 ذي الحجة 1427 هـ بمعلومات مفيدة.
لماذا رسمت الدرعية؟
لعل من المناسب ذكره أن بعض الرحالة الغربيين كانوا يعملون كجواسيس لجهات معادية، ولذا كنت أعتقد أن رسم خريطة للدرعية قبل حرب إبراهيم باشا من قبل هؤلاء الرحالة كان تمهيدًا لاجتياحها، وأشارات روسو توحي بذلك عندما ذكر في تقريره خطته في غزو الدرعية بتطويقها من اتجاهات مختلفة. فكان ولابد من معرفة مداخلها ومخارجها وتضاريسها وأحيائها.
ومن باب إفادة الباحث عن الخرائط التي رسمت فيها الدرعية أشير إلى بعضها ومن ذلك:
1 - رسم جوزيف روسو خريطة الدرعية على مرأى من خطيب الأمير سعود في حلب، وقد نشرها الدكتور محمد آل زلفة مع تقرير روسو في مجلة الدرعية السنة الأولى العدد الأول محرم 1419 ص 170 ولكنها ليست واضحة بعض الشيء.
2 - خريطة ملحقة بخريطة للجزيرة العريبة في الجانب السفلي الأيمن من كتالوج رسومات لفليكس مانجان طبع عام 1823 م وهي واضحة جدًا وهي مرفقة بالمقال.
3 - خريطة ملحقة بخارطة للجزيرة العربية في الجانب الأيمن السفلي في كتاب موجز لتاريخ الوهابي لهارفرد جونز بريدجز ترجمة دارة الملك عبدالعزيز من كتاب مطبوع عام 1834 م مع أن الخريطة الملحقة مؤرخة عام 1820 م وهي غير واضحة.
4 - خريطة ملحقة بخارطة الجزيرة العربية في الجانب نشرت عام 1835م رسمت خارطة الدرعية في أعلى الجانب الأيمن.
5 - خريطة ملحقة للجزيرة العربية في أعلى الجانب الأيمن ومعها خارطة لمكة والمدينة، وقد نشرت عام 1845م في أطلس شتيلر المحمول لجميع أنحاء الأرض وهي واضحة جدًا وهي منشورة في المقال.
6 - خريطة نشرت عام 1884م وهي واضحة مرفق صورتها في المقال.
وبعد هذا ما أحببت إيراده والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
** **
محمد بن عبدالعزيز الفيصل - مدينة تمير