فهد الحوشاني
سأتحدث عن منجز أردوغان التاريخي، وما حققه لتركيا في سياسته الخارجية. فلا يخفى على أحد أنه أحال تركيا إلى (عدو) صريح للعرب! فهي الآن تمارس عدوانية جديدة كمستعمر ومحتل، بدافع شعور بالتضخم لدى هذا الرجل بأنه سوف يصبح زعيمًا للعالم الإسلامي، لكن حساباته عادت إليه حسرة! فمن خلال أفعاله الحمقاء أسهم بأن يفتح العرب ملفات الظلام والظلم التركي طوال قرون الحكم العثماني، وكانت تلك الملفات مسكوتًا عنها لاعتبارات، منها السياسة الجيدة التي كان يظهرها أسلافه تجاه العرب، لكن (أردوغان) بسياسته الاستعمارية الهمجية والعدوانية التي تحلم بعودة الحكم العثماني أعطى مبررًا للعرب لكي يفتحوا ملفات لا أعتقد أنها ستغلَق! وهذا من أهم (إنجازاته) على المستوى الخارجي!!
لقد كان هناك جدل كبير بين العرب حول الدولة العثمانية، وقد يكون هناك مَن يتعاطف معها رغم جرائمها، لكن أردوغان بقتل العرب، واحتلال أرضهم في سوريا وليبيا، أتاح للمفكرين والإعلاميين والمؤلفين ومنتجي الأفلام والمسلسلات، ومن لهم تأثير في التواصل الاجتماعي، فضح المستور من جرائم الأتراك في كل الدول العربية.
لقد كانت ضربة قوية له، أن أسقطت المملكة ومصر والإمارات مشروعه (الإخواني) الذي كان يهدف إلى زعزعة استقرار الدول العربية! وهذا ما أصابه بالجنون. ومحوره الإيراني - القطري الذي لا ينفك يحيك الدسائس والمخططات ما زال يغذيه بالكراهية لكل ما هو عربي وخليجي؛ فاستضاف (الإخوان) الهاربين بعد فشل مخططهم! وجعل لهم قنواتهم التي تهذي ليل نهار بكل ما يسيء للدول العربية! ولعل آخر منجزاته هو أنه استعدى المملكة بمحاولة توظيفه قضية مواطن سعودي، هو جمال خاشقجي! وهذا من أحمق ما ارتكبه الرجل في حياته؛ فلقد نسي أن السعودية لا يمكن ابتزازها!! فمعاداته المملكة وشعبها جرّت عليه المصائب، وهذا الأمر انعكس على السياحة والاستثمارات السعودية والخليجية التي خرجت من تركيا، وبالتأكيد إن لخروجها تأثيرًا على الاقتصاد التركي. ودون توجيه رسمي فإن السعوديين قاموا بمقاطعة السياحة في تركيا بعد حوادث بلطجة عدة؛ فلم يعد السائح العربي والخليجي يشعر بالأمان في تركيا!
مذابح العرب إبان الحكم العثماني لا تقل عن مذبحة الأرمن قسوة وبشاعة على أيديهم. ومن المعلوم أن مذبحة الأرمن اعترفت بها الأمم المتحدة ونحو 20 دولة حول العالم، منها اعتراف الكونغرس الأمريكي بالإبادة الجماعية للأرمن، بل أعلنت فرنسا يوم الرابع والعشرين من إبريل/ نيسان يومًا وطنيًّا لتخليد ذكرى المذابح التي قام بها الأتراك خلال الحقبة العثمانية ضد الأرمن.
ولقد جاء اليوم الذي يطالب فيه العرب تركيا بالاعتراف بالجرائم التي ارتُكبت في بلدانهم في العهد العثماني. ومثلما اعترف العالم، وتضامن مع مذابح الأرمن، فإن الأمم المتحدة مطالبة بإدانة ما قامت به تركيا من مذابح ضد العرب. ولن ينسى العرب الجرائم التي ارتكبها الأتراك في الدرعية والمدينة المنورة ولبنان وسوريا وكربلاء ومصر، وآخرها ليبيا.
الجامعة العربية مطالبة أيضًا بأن تعلن يومًا وطنيًّا عربيًّا، تحييه الدول العربية تذكُّرًا للشهداء العرب الذين سقطوا في مذابح ومجازر الأتراك، بل المطالبة بإعادة الآثار المنهوبة، منها ما تم نهبه من مكة والمدينة، وهي موجودة الآن في متاحف إسطنبول.
أدعو الأعضاء في جامعة الدول العربية إلى أن ينتصروا للشعوب العربية، أولاً: حيال التدخل التركي في ليبيا وسوريا. وثانيًا: لإحياء يوم عربي وطني يذكّر بشهداء الوطن العربي إبان الحكم التركي.