منذ القدم ونحن نسمع نصائح كبار السن وأصحاب الحكمة والمعرفة، تأتينا من واقع تجاربهم ومعاصرتهم لأحداث الزمان وفواجعه وتقلباته، منهم من عانى من الخذلان والتخلي وقت المصائب ومنهم من عانى من نكران الجميل.
كانت الوصية الأكثر ترديدًا على مسامعي -في كل لقاء أكون فيه مسرورة من مخرجات مجالستي لمثل هؤلاء العظماء-:
يا بنتي (لا تركنين على أحد لين تجربينه في أزمة)
(الحكي واجد والفعل ما يطوله إلا رجاله)
وعلى الصعيد الشخصي.. أيقنت تمام الإيقان بعد مرور الوقت: أن المجرب صاحب الخبرة بالحياة هو المعلم الأصدق الذي يهديك الفائدة على طبق من ذهب.
وفجأة أتت جائحة كورونا، غزت وجابت العالم، تختال بمكرٍ عجيب، وتدخل الدول بلا جواز سفر ولا إذن بالسماح، تصيب الجميع بالقلق والمرض.. تتلاحق الأحداث سريعاً، ونحن نتأرجح بين شعور غريب ما بين الإدراك والرفض.
حينها، يخرج والدنا الحنون ملك المملكة العربية السعودية سلمان الحزم والعزم والعز، بتصريح مختصر مفيد يطمئننا وهو يشعر بما نشعر به، رجل المواقف هدفه وغايته رضا الله وتوفير كل سبل الحياة الكريمة لنا، يصدر أوامره -حفظه الله- باتخاذ الاحترازات والتدابير لتفادي ضرر هذه الجائحة على بلادي.
ما بين الحين والآخر يصدر قرار يثلج الصدر، ليجعلنا نفخر أكثر بهذا الوطن العظيم، وبكوننا أبنائه..
نرى بأعيننا عمل وزارة الصحة الدؤوب الذي لا مثيل له، فهي تعمل ليل نهار..
نرى مشاريع إنشائية صحية تنفذ على أتم السرعة، تعقد الجلسات الحوارية لحل الأزمة على جميع الأصعدة، فجل اهتمام الحكومة هو سلامة المواطن والمقيم.
يتم إصدار أمر بعودة المواطنين في الخارج، وتوفير احتياجات العالقين.. نرى الاستنفار الأمني من أجل أن نكون بخير وأن ننعم بالأمن والأمان.
عجلة التنمية ما زالت مستمرة، فكل يوم نرى دراسات جديدة لتفادي الآثار السلبية بسبب هذا الفيروس الزائر الثقيل..
لو أحببت سرد كل ما تقوم به دولتي لاستنفدت كل ورق العالم ولم أصل لنصف ما فعلوا ويفعلون.. عظيم ملكنا وعظيمة قيادته.
من كان بالأمس ينتقد ويحاول تشويه حقيقة وطني مع هذه الأزمة عرف من هي مملكة الإنسانية، أوضحت لهم الأحداث من هي السعودية، ببساطة صدق من قال: الشدائد تكشف كوامن الأخلاق وتظهر حقائق النفوس، والرجال لا تُعرف إلا عند المواقف والأزمات.
نرفع أيدينا للسماء بكل لحظاتنا نطلب من الله رفع الضر وحماية الوطن والعون لمن بذل الغالي والنفيس من أجل أن ينعم المواطن والمقيم بالصحة والأمان.. هذا بكل صدق ما يحدث الآن في وطني.