د.عبدالعزيز الجار الله
كل عيد يمر على المملكة تكون الرؤية وقراءة الأحداث أكثر وضوحًا، فمنذ تولي خادم الحرمين الشريفين 2015م والمملكة تدخل في عهد جديد بعد المرحلة الصعبة التي عاشتها البلاد العربية منذ عام 2010 انتقلت معه العواصم والمدن العربية إلى ما يعرف بالربيع العربي، فأصبحت العواصم العربية تتساقط بالتتابع، خسر فيها العرب أراضي وسيادة واستقرارًا، وعاشت إيران وتركيا وقطر وبعض دول الغرب احتفالات النصر، وتقاسم كعكة العرب فيما بينهم وبصورة مخزية وحزينة لأمة كانت تقود محيطها وتفرض أجندتها على من حولها من الدول.
العرب ورغم ثقل خسائر الربيع العربي استطاعوا امتصاص ضربة الربيع العربي، وتتغير قواعد اللعبة من انكسار دائم إلى انفراج ونهاية ليل سلب العرب مدنهم وسيادتهم، هذا الانفراج جاء مع بداية إعلان حرب التحالف بقيادة السعودية على الحوثي اليمني، الذي خطط لليمن الحوثي أن يكون اعتداء على الحد الجنوبي السعودي وإغراق المدن السعودية بالسلاح الإيراني وحزب الله والحشود اليمنية والبدء في الحروب والقلاقل، مع غطاء تركي لعمليات إيران، لكن تحرك قيادتنا والمبادرة في تقليم أظافر الحوثي الذي جعل من نفسه مطية رخيصة لإيران وتركيا وقطر أطاح بأحلامهم، لتبدأ خسائر الأعداء التي كانت تحاصر السعودية: من الجنوب الحوثي اليمني، ومن الشرق إيران، ومن الشمال العراق الذي كانت إيران تملي عليه القرارات، وكانت تركيا تشكل الحزام والغطاء الشمالي الضاغط على السعودية والخليج.
استطاعت المملكة أن تكشف كل الأوراق، وتعيد للأمة العربية استيعاب مرحلتها، ومع عام 2020 وعيد رمضان المبارك لهذا العام استيقظت منطقة الخليج على تفاصيل الاضطرابات داخل الدوحة، محاولة الانقلاب، بعد إغراق إيران في بحر من المشكلات مع دول العالم التي حاصرتها سياسيًا واقتصاديًا وجعلتها معزولة ووحيدة، أما تركيا التي تدعي أنها وريثة الدولة العثمانية ومحاولة العودة إلى زمن الاستعمار تحت أي مظلة، تورطت في حروب في ليبيا وسورية وقطر.
صحيح أننا في جائحة كورونا ومشكلاتها الصحية، لكن المنطقة العربية من جانب آخر تتعافى في هذا العيد الفطر السعيد من تبعات وكوارث الربيع العربي، ويشاهد العرب بأم أعينهم تساقط أحلام وطموحات دول الخرب إيران وتركيا وقطر، وستمر الأعياد العربية القادمة -بإذن الله- بالزهو والفرح، يقابله خسائر وانهيارات لطهران وأنقرة والدوحة.