الوطنية، وما أدراك ما الوطنية.. الوطنية ليست كما كانت تردده قوافل التيه والضياع في تلك المرحلة من الستينيات الميلادية، يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم. الوطنية بالنسبة لنا نحن السعوديين ليست الولاء للوطن فحسب، بل الولاء والوفاء لمن قيضهم الله لجمع شتاته وتوحيد أجزائه وصولاً لهذا الكيان العظيم والكينونة التي تمثلت في كونه قد صار النموذج والمثل لأشقائه العرب والمسلمين.
ولكي نقف على ما له من عظمة لا بد أن نستحضر ما كان من فعل الرجال والقادة العظام مما تمثل كله وجله في ذلك القائد التاريخي العظيم الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- ومَن كانوا معه يترسمون خطاه وصولاً لمن تقلدوا المسؤوليات الجسام من بعده. إنه تسلسل تاريخي، يحكي مفاخر الرجال العظام، وما لهم من همم وقدرات في تحقيق المعجزات، كتلك التي تحققت -ولا يزال المزيد منها يتحقق-؛ وهو ما جعل العالم كله يلتفت لهذا البلد بل لهذا الجزء المهم من العالم بما يستحقه من الإجلال والتقدير. والوطنية في أجل معانيها أن نحيط بالعناية والرعاية هذه المنجزات والمكتسبات الهائلة؛ وبالتالي الولاء والوفاء لمن هم أصل ذلك كله، وأعني حكامنا ورموز شموخنا وعزتنا.. وأن نحافظ على ما حبانا الله من جلائل نعمه، ونحول دون مَن يستهدفون وطننا ومقدساتنا بل عقيدتنا، ممن شأنهم أخذ الإسلام إلى غير وجهته الصحيحة. كل ذلك مما ينبغي أن نعيه نحن المواطنين الوطنيين.
إن من يكيدون لنا ولديننا لن يكل لهم جهد من خلال ما لهم من هذا العدد من الفضائيات المليئة بالمرتزقة من الخونة العرب. ولا ننسى الملوثة عقولهم بضلالات ما يسمى بتنظيم الإخوان. كل هؤلاء وأولئك ينبغي مواجهتهم مع الحذر من المندسين في الخفاء منهم ممن يظهرون غير ما يبطنون.
حفظ الله هذا الوطن قدوة العرب والمسلمين، وحفظ قائده ومليكه خادم الحرمين الشريفين سلمان الحزم والعزم، وحفظ سمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، إنه سميع مجيب.