إن هذا المجهود والإجراءات الاحترازية المنفذة من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- للتصدي لجائحة كورونا لحماية المواطنين والمقيمين على أرض المملكة أصبح مثالاً يحتذى به في دول العالم والمنظمات الدولية، بل واصبح تقديرًا واحترامًا من جميع شعوب العالم. جهود جبارة مبذولة بشريًا وماليًا تدار بخطط وإستراتيجية مرسومة بعقول وسواعد أبناء هذا الوطن وبقيادة وزيرنا النشط توفيق الربيعة.
نعم إنه توفيق الذي عمل ليلاً ونهارًا دون كلل أو ملل مع كوكبة من الإداريين والطبيين الذين أخذوا على عاتقهم إدارة الأزمة بكل مهنية واحترافية.
إن تعزيز الصحة مسؤولية الجميع، فتعزيز الصحة هي عملية تمكين الناس من زيادة السيطرة على صحتهم وتحسينها، بمعنى آخر للوصول إلى حالة من الرفاهية الجسدية والعقلية والاجتماعية، يجب أن يكون الفرد والمجتمع قادرين على تحمل المسؤولية وتحقيق التطلعات الصحية، وتلبية الاحتياجات الأساسية من المفهوم الصحي والتغيير أو التكيف مع بيئة صحية منضبطة خالية من الأوبئة والأمراض. يرتكز التعزيز والتثقيف الصحي على مزيج من ثلاثة مكونات: أولاً: التثقيف الصحي الموجه نحو تغيير السلوك لزيادة تبني السلوكيات الوقائية، ثانياً: تعزيز تثقيف المرضى وزيادة المعرفة، ثالثاً: الدعوة لتحسين دعم سياسة الإجراءات والبروتوكولات الوقاية.
يلعب تعزيز الصحة دورًا مهمًا للغاية قبل وأثناء مكافحة الأمراض والأوبئة، فعلى سبيل المثل فيرس الإيبولا وزيكا، خلال فترة مرض فيروس الإيبولا (EVD) وزيكا، وجد الباحثون ومقدمو الرعاية الصحية علاقة بين نقص الوعي والإصابة بالوباء. نظرًا لثقافة الرعاية في غرب إفريقيا، كان العديد من الأشخاص يصابون بعدوى الفيروس بسبب عدم اتباع إرشادات التباعد الاجتماعي، ورعاية المرضى في المنزل، وتواصلهم المباشر مع جثث الموتى. لقد عمل أخصائيو تعزيز الصحة إلى جانب مقدمي الرعاية الصحية الآخرين بجد لزيادة الوعي وتغيير السلوك بين الناس خلال الوباء. التعزيز والتثقيف الصحي هو النشاط الرئيس أثناء الاستجابة للطوارئ، ولكن يجب أن يتجاوز محتوى رسائل المعلومات الصحية البسيطة إلى معرفة ومعلومات ومهارات صحية سوف تساعد على فرض التغييرات السلوكية بمرور الوقت.
في نهاية العام الماضي وبداية عامنا هذا (2020)، أصاب الفيروس التاجي (كورونا) العالم بقوة أكبر من أي مرض وبائي آخر. للمرة الأولى يعاني العالم اقتصادياً وسياسياً وإنسانياً بسبب جائحة. يعمل العديد من المتخصصين والطلاب في مجال تعزيز الصحة بكفاءة لزيادة الوعي بين الناس في جميع أنحاء العالم. في الوقت الذي اختارت فيه منظمة الصحة العالمية الأجزاء السياسية والاقتصادية للاستجابة لمكافحة هذا الوباء، اختار أبطال الرعاية الصحية معركتهم لمحاربة الفيروس التاجي من خلال زيادة الوعي بأهمية التباعد الاجتماعي والنظافة الذاتية والدعوة لفرض السياسة الصحية مثل الحجر الصحي وفرض الإغلاق والتجول.
لم يكن الفيروس التاجي المرض الأول الذي عانت منه البشرية ولكنه بالتأكيد واحد من أسوئها. لذلك، أعتقد أننا يجب أن نسأل أنفسنا جميعًا. كيف يمكننا إعداد مجتمعاتنا جيدًا لأمراض المستقبل؟ الجواب بسيط في مثل هذا؛ زيادة الوعي وتغيير السلوك بين الناس، ودعم برامج التعزيز والتثقيف الصحي في جميع مراحله (البكالوريوس والماجستير والدكتوراه)، وتشجيع المزيد من البحوث العلمية، وإقامة الدورات التدريبية المتخصصة في التثقيف والتعليم الصحي، والدعوة لتطبيق السياسة والإجراءات الصحية، إنها مسؤولية الجميع.