خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك وبمناسبة حلول شهر رمضان المبارك هذا العام -الذي لم يشهد العالم له مثيلاً-، لم يكن بتلك الخطابات التي تتشابه مع أية خطابات أخرى.
فنحن تعوَّدنا خلال أيام عيد الفطر المبارك وشهر رمضان الكريم أن تُمنح الفرصة للأمراء والوزراء والمسؤولين والمواطنين بالالتقاء مع والد الجميع ورمزنا الأول الملك سلمان، بمصافحته وتجاذب أطراف الحديث معه، وتهنئته بهاتين المناسبتين، وذلك عبر اللقاءات التي يقيمها مقامه العزيز في قصره العامر.
هذه اللقاءات مع ملك الوطن -بلا شك- ينتظرها الكثير، لأنها مثلما وصفها خادم الحرمين الشريفين في خطابات عدة، تجسِّد العلاقة الحميمية بين الحاكم والمحكوم، وتمدّ جسور التقارب والتواصل بين الراعي والرعية، وتعمّق الإخاء والانتماء للأسرة السعودية التي نفتخر بها أشد افتخار ونعتز بها أكثر اعتزاز.
هذه اللقاءات لو رجعتم لمقاطع الفيديوهات في العيدين السابقين وفي رمضان السابق فقط، ولن أقول فيديوهات كل مناسبات الأعياد والشهر الفضيل طوال خمس السنوات الفائتة من حكم الملك سلمان، فقط ارجعوا لسنة واحدة، سترون كيف يقوم هذا الملك «الطيِّب» بتحية أبنائه شعبه «الطيبين»، سترون الابتسامة والوداعة لأبي فهد، وكيف يقوم بالاحتفاء بكل شخص على منهجه، لكل تحية سلام قالبها الخاص، وأسلوبها المتفرد، و»كاريزما» عاهلنا «سلمان» ترتفع في «مودته» مع كل فرد، فتعطي لهذا الشخص ذكرى تدق في عالم النسيان ومن الصعب أن تندثر.
حديث خادم الحرمين الشريفين -سلَّمه الله- في لقاءاته ومجالسه في الأعياد وفي رمضان ومختلف المناسبات في كلماته، حديث نعقل أبعاده بشكل مباشر، ونفهم مضامينه، فملكنا الطيب، المزدهر بأخلاقه، الرجل الذي يبتهج الجميع بحبه، الرجل الذي «يحزنه» أن ينمحي هذا التواصل بينه وبين أبنائه بسبب جائحة فايروس كورونا المستجد (كوفيد19)، لكنه وعلى الرغم من ذلك، رجل سماته الدائمة زراعة الثقة والمسؤولية، وشد القوة والدعم، ورسم مستقبل أجمل للإنسان، ولا شيء غير الإنسان والحفاظ على صحته والعمل على رعايته، والسعي إلى راحته حينما قال: «فالسلامة تستلزم من المجتمع كله تفهم هذا الظرف الخاص، الذي يمنع المسلمين من الخروج لصلاة العيد، وتبادل الزيارات مجددين التأكيد على أن سلامة وصحة المواطن والمقيم في رأس اهتماماتنا، آملين من الجميع اتخاذ إجراءات السلامة التي أقرتها ضوابط الحد من انتشار هذا الجائحة وتفشيها من أجل سلامتكم، وفي سبيل المحافظة على صحتكم».
الملك سلمان، القائد المتفائل دائماً، الرجل الصادق كما عهدناه، الأب الحنون على مواطنيه، كلامه يأتي في وقت كلنا نحتاج فيه للصبر والعزيمة وعدم التهاون في الإجراءات الاحترازية والتعليمات الصحية، إذْ حينما تشاهد قائدك هو معك دائماً، جَنانه عليك، حرصه واهتمامه يتضاعف بشأنك، يوجِّه ويخطِّط للسياسات الضامنة لسلامة وطنه وشعبه والمقيمين فيه، فإن الثقة لا بد وأن تكون متجذّرة، وهذا ما كنّا نجزم به ونعتقده، فثقتنا بعاهل هذا الوطن وسمو ولي عهده -حفظهما الله- وبعمل فريق الوطن بكافة قطاعاته وتشكيلاته، هي العلاقات والأواصر والروابط التي تجعلنا معاً تنقضي أيامنا وكلنا تفاؤل بأننا سنتجاوز هذا الظرف الاستثنائي، وسيعود وطننا أقوى وأفضل بحول الله وقوته.
ملكنا سلمان تحدَّث بشكل صريح عن حزنه؛ لأن هذه الأجواء حتَّمت ابتعاد الناس عن بعضهم البعض لأجل سلامتهم، اختفت مجالس لقاءات العيد الطيبة، وأفلت ممارساتنا لعاداتنا ولتقاليدنا، ولجأنا إلى التباعد الاجتماعي رغماً عنا، لكن البهجة هي بالصحة والفرح بالعافية، كما قال.
لكن في المقابل، الملك سلمان كما عبَّر عن نفسه «يقدِّر» بشكل كبير قضاء شعبه العيد في بيوتهم، والتزامهم بكل وعي ومسؤولية بإجراءات التباعد الاجتماعي لسلامتهم، و»موصياً» لهم بالتواصل والمعايدة والتهنئة بوسائل الاتصال والتواصل الحديثة التي قرَّبت المسافات والحدود، و»فخورٌ» بكل فرد على جبهة الخط الأمامي يحمي الوطن وأهله، من الكوادر الصحية والميدانية في كل القطاعات التي تصدت لهذه الجائحة بقوة وثبات وإخلاص، يساندهم في ذلك إخوانهم في القطاعات الأمنية والقطاعات كافة، ولهؤلاء الأبطال المغاوير التقدير والتكريم من ملك وطنهم الشهم النبيل الذي اعتدنا منه تبجيل المخلصين والفخر والاعتزاز بأبنائه المنجزين الوفيِّين.
يحق لجميع الذين يعملون في جميع القطاعات، وعامة أعضاء فريق الوطن بكافة قطاعاته وتشكيلاته الذي يضم أيضاً مواطنين يؤدون واجباتهم بما ينبغي وهم يقضون العيد في منازلهم، يحق لهم أن يشعروا بالاعتزاز والفخر حينما يسمعون كلمة قائدهم مقدماً لهم الشكر والعرفان.
ملكنا سلمان بن عبدالعزيز، أيَّدك الله ووفّقك وحماك ومتّعك بلباس الصحة والعافية، أبناء وطنك يحبونك، أنت بالقرب دائماً في قلوبهم، لأنك ضمنت لهم أفضل مقومات العيش والحياة بسعادة واستقرار، ستزول هذه الجائحة -بإذن الله تعالى-، وسيعودون للقائك ومصافحتك والبهجة بقربك.
ويا رب بارك في أعيادنا واحفظ وطننا وأبعد عنه وأهله كل شر وكيد وأذى، ويكلّل جهود الجميع بالنجاح.