عطية محمد عطية عقيلان
تغير العالم منذ جائحة كورونا مع بداية عام 2020 وظهرت مفاهيم ومصطلحات جديدة تزامن انتشارها وأستخدمها مع هذه الجائحة الصحية، ومن أكثرها ترديداً مصطلح التباعد الاجتماعي بين الناس أي ترك مسافة كافية بين الأشخاص لتجنب الاختلاط المباشر. وهذه أدت إلى توقف الكثير من النشاطات ومن ضمنها الرياضة بمختلف ألعابها وهددتها اقتصادياً بسبب التزامات الأندية العالية وتوقف إيرادات الأندية من الحضور الجماهيري والنقل التلفزيوني، كما هددت اللاعبين بانخفاض مستوياتهم اللياقية نتيجة عدم التدريبات المنتظمة والممكنة في الأندية (والتي كانت هناك مشكلة فيها بضعف لياقة اللاعبين لدينا سابقاً)، وشهدنا رسائل توعية مختلفة لأهمية التدريبات المنزلية وفيديوهات للاعبين يمارسون التدريب في منازلهم مع خفض بعضهم لرواتبهم مساندة لأنديتهم، وهناك غموض في مستقبل الرياضة وعودتها إلى ما كانت عليه من حضور جماهيري لابد أن يمارس التباعد الاجتماعي أو عدم الحضور مما يضعف الحماسة والتحفيز لدى اللاعبين إلا أن واقع الرياضة حتماً سيكون مختلفا بعد انتهاء جائحة كورونا (بإذن الله) وستشهد عقود اللاعبين والمدربين انخفاضاً نتيجة ضعف إيرادات الأندية، وستكون أكثر منطقية مع ما أصابها من مبالغات وأرقام فلكية لا تتناسب في كثير من الأحيان مع مستوى اللاعب وإيرادات الأندية وميزانياتها. مع التفاؤل أن المنافسة ستكون أكبر بين اللاعبين للانضباط والمثابرة والجدية حتى لا يفقدوا فرصتهم باللعب مع أنديتهم لأن الوضع المادي لن يمنحهم الفرصة للتجريب والمجازفة وتحمل أعباء مادية بلا فائدة محسوبة وستكون عائدها أفضل على اختيارات ومستويات الأندية وجلب لاعبين مفيدين وليسوا تكملة عدد على دكة الاحتياط.
مع التمني أن تنتقل أهمية الاستثمار الأمثل المتوقعة في الأندية إلى الجانب الإعلامي الرياضي من برامج تلفزيونية أو إذاعية وصفحات رياضية (التي لم تتوقف مع النشاط الرياضي) وتطبيق أقصى درجات التمحيص عن الكفاءات التي تتناسب مع مرحلة ما بعد الكورونا وتواجدها لتولي البرامج بتقديم طرح وعرض موضوعي مفيد بعيداً عن العواطف والإثارة مع تطبيق مبدأ التباعد بين المحللين وتخفيض عددهم أسوة بالجماهير، ولنكف عن الاستمرار في تحمل أخطائهم وتلونهم في الآراء حسب مصلحة فريقهم بعيداً عن ممارستهم السابقة في التلميع وإضافة ألقاب والبحث عن أساطير ومناكفة بين الجماهير لكسب متابعين ولنؤمن بأن فاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه، على أمل أن نشهد صورة من البرامج والمحللين والنقاد الرياضيين مختلفة ومناسبة للمرحلة القادمة تقدم وتساهم في رفع الوعي عند الجماهير وتحمسهم للحضور وتسهم في تطور الأندية واللاعبين والحكام من خلال الطرح بعدالة إلى حد ما عند التقييم والتعليق والتحليل بعيداً عن انصر ناديك ظالماً أو مظلوماً.