إيمان حمود الشمري
لكل مجتمع مميزاته ونحن كمجتمع خليجي وسعودي تحديداً ذاع صيتنا بالجود، وتاريخنا يشهد بذلك، فبنا ارتبط اسم حاتم الطائي، ومن الجزيرة العربية عُرف كرم الضيافة والفزعة وكل صفات العرب التي تفردنا بها كهبة من الله لم نتعلمها في المدارس، ففي الحاجات الإنسانية يصبح كرمنا طائيا وليس طائفيا، هذه العادة التي نشتهر بها شعباً وحكومة انعكست على سلوكنا وتكاتفنا في الأزمات مع بعضنا البعض، فأبواب ولاة أمورنا لا توصد أمام حاجاتنا، وأبسط مواطن احتوته مجالس الكرم لدى الأمراء ابتداءً من خطابات تسلم يداً بيد إلى حاجات تُسأل وتُلبى، وجاءت منصة جود الإسكان بقيادة معالي وزير الإسكان ماجد الحقيل لتكمل مسيرة الجود والكرم والعطاء من الترابط والتكافل الذي تميز به هذا الشعب الكريم.
منصة جود الإسكان هي جهة موثوق بها تفتح باب المساهمة في مساعدات الأسر المحتاجة بدقة متناهية في تقييم مستوى الحاجة ووضع رب الأسرة الصحي والمادي عن طريق رسم بياني يقيّم كل حالة على حِدة ويوضح المبلغ المتبقي للسداد. ومايثلج الصدر في هذه المبادرة هو التفاعل الكبير على مواقع التواصل من جميع شرائح المجتمع حتى شملت كبار فناني المملكة العربية السعودية بإعالة هذه الأسر ونشر المتبقي من المبلغ على حسابات المشاهير لتغطيته خلال ساعات ووضع عبارة (تم اكتمال المساهمة) لفتح المجال لمساعدة غيره، هذا التنافس الذي يشحذ الهمم ويسر الخاطر يستحق الفخر بأبنائنا وفنانينا، شراء منازل، سداد إيجارات مساكن، رفع العوز عن الناس ليعيشوا حياة كريمة، نحن شعب تعود أن يعيش ويهب الحياة لغيره كي يعيش، هذا التكافل الذي سيبني مجتمعا صحيا لديه نوع من التناسق في التفاوت الاجتماعي الذي سيعكس على نفسيات الناس ويجعلهم أكثر ترابطا وتصالحا مع بعضهم البعض رغم تفاوتهم. فالتجارة مع منصة جود أسهم لا تقبل الخسارة لأنها تجارة مع الله فما ظنكم برب العالمين.