م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - حرر التنوير في أوروبا فعل المعرفة، فلم يعد يكفي الشخص أن يكون له وزن أو قدسية أو يكون من الأقدمين حتى يصبح قوله مُسَلَّمة لا تُجَادَل ولا تُفْحَص.. حيث أصبحت مرجعية المعرفة هي العقل.. فتمت غربلة التراث.. وانطلقوا في تجديد الدين وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة.. وتكريس قيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.
2 - اكتسب التنوير هذا الاسم في أوروبا من منطلق أن له وظيفة فكرية وهي مواجهة الفكر الظلامي للكنيسة المعادي للعقل والحرية والعلوم.
3 - التنوير يمنح العقل البشري الصدارة.. ومن قيمه الإعلاء من مكانة الإنسان وأن له رسالة.. كما يعلي من شأن وخصائص السلوكيات العقلية الإيجابية التي تحثه على مكارم الأخلاق وكفاءة الأداء والسعي الدؤوب للنهوض والتقدم في الحياة.
4 - التنوير يرتبط بواقعنا وبأسئلتنا الفكرية الكبرى.. وكيفية تعاملنا مع معتقداتنا وقيمنا الأخلاقية وعاداتنا وتقاليدنا.. ويرتبط باحترام حقوق الإنسان على أساس أنه ليس قاصراً عن الفهم واتخاذ القرار.. فلا يمكن دفع الناس إلى أن يكونوا كالمخلوقات الأخرى تقضي حياتها كالقطيع.
5 - التنوير يسعى إلى إبراز قدرات الإنسان.. حتى يسير في حياته كما ينير له عقله.. فليس غير العقل يجب أن يقود الإنسان.. فهو أولاً يتعقّل ذاته ويعي مصيره ولا يسلّمه لكائن من كان.
6 - التنوير يمنح الإنسان مسؤولية صناعة حاضره ومستقبله.. فإحالة مسؤولية حياة شخص لشخص آخر يعد استعباداً.. فلا أحد يفكر عنك أو يأخذ قرارك بدلاً منك أو يحدّد مستقبلك غيرك.
7 - التنوير يعني التسامح والانفتاح.. والرغبة في التعلّم.. والسعي إلى التقدّم.. والحث على التطوير.. والتغيير والتجديد والتجريب والاستكشاف.
8 - التنوير له تبعات وأهم تبعاته الحرية.. والحرية تعني الاختيار.. والاختيار من تبعاته المسؤولية.. فالمسؤولية عبء يتفاوت الناس في قدرتهم على تحمّله.. كما يختلفون في مقدار هروبهم منها أو التزامهم بها.
9 - التنوير ككل المصطلحات الكبيرة استخدم كأداة للمراوغة الفكرية عوضاً عن استخدامه لتقريب المعنى.. لكن المتفق عليه أن التنوير يعني الجرأة الفكرية.. والجدة المعرفية.. والموقف النقدي من الذات والفكر والعقل والواقع.