فهد بن جليد
بحمد الله وفضله وتوفيقه نبدأ -الأحد القادم- في مراحل العودة للحياة الطبيعية والاقتصادية تدريجياً والتخفيف من الإجراءات والتنقّل بالسيارة بين المُدن، يوم الأحد المُقبل موعد السماح بالعودة للصلاة في المساجد والجوامع، عودة السفر بالطيران الداخلي، فتح مُعظم النشاطات التجارية والمولات، ووقف تعليق الحضور للعمل في القطاع العام والخاص، أمَّا يوم 21 يونيو المُقبل فهو موعد ثابت لعودة الحياة الطبيعية لجميع مناطق المملكة على ما كانت عليه قبل منع التجول -عدا مكة المكرمة- ما يميز السعودية هو اعتمادها على الوضوح في منهج مواجهة الفيروس، ليس هناك ما يمكن إخفاؤه على الناس، بإيمان المملكة وثقتها في وعي المواطنين والمقيمين وإشراكهم في القرارات مُنذ وقت مبكر، واعتمادها على قدرة النظام الصحي في استيعاب الحالات الطارئة، وإمكانية السيطرة على عدوى (فيروس كورونا) والحد من انتشاره العشوائي.
أرقام الإصابات ليست وحدها معايير النجاح أو الفشل في السيطرة على (فيروس كورونا) أعداد الوفيات ونسبة الشفاء والحالات الحرجة لها تأثير أيضاً، إضافة إلى مدى قدرة الأنظمة على الخروج من الأزمة بأقل الخسائر البشرية والاقتصادية والاجتماعية، الرهان اليوم هو في قدرة الدول على إقناع شعوبها وثقتهم بالأنظمة الطبية والأمنية والاجتماعية ومتانة الاقتصاد، وأهمية المواطن والإنسان في كل دولة -بحمد الله وتوفيقه- ها نحن في السعودية نغادر المُنعطفات الصعبة ونودع الأوقات المؤلمة في حرب (كورونا) ونحن أكثر ثقةً وولاءً في قيادتنا الرشيدة، نباهي العالم أجمع بما تم توفيره لنا كمواطنين، بل ولكل إنسان يقيم على أرضنا من البشر في أصعب الأوقات وأحلك الظروف، وهي رعاية وخدمات مجانية ومواقف إنسانية لم تتوفر لكثير من مواطني الدول المُتقدِّمة، ثقتنا زادت في أنظمتنا الصحية، الأمنية، الاجتماعية، مكانتنا الاقتصادية، ووعي مجتمعنا.
أثبت السعوديون في مُختلف فصول ومراحل (الأزمة العالمية) أنهم مثالاً للثقة والوعي في الالتزام والتطبيق معاً، فالمواطن مسؤول، والمسؤول إنسان في تفهم الأوضاع وتطبيق القانون، قصص التضحية والعطاء والتقدير (عناوين سعودية) يقرؤها العالم بإعجاب، وسط مشاهد وقصص مؤلمة ومُحزنة تعكس مدى التخبط والعشوائية في العديد من الأماكن حول العالم.
وعلى دروب الخير نلتقي.