- أين يصاب الناس بالعدوى؟
يصاب معظم الناس بالعدوى في منازلهم؛ إذ يصاب أحد أفراد الأسرة بالفيروس في المجتمع، ويُدخله إلى المنزل. ويؤدي الاتصال المستمر بين أفراد الأسرة إلى الإصابة. ولكن أين تحدث الإصابة في المجتمع؟ معظم الناس يقلقون من انتقال العدوى في متاجر البقالة، أو عند التريض في الأماكن المفتوحة بدون أقنعة.
* * *
- كيف تحدث العدوى؟
يمكن أن تحدث العدوى من خلال 1000 من الجسيمات الفيروسية المعدية التي تصل إلى الشخص من خلال نفس واحد، أو 100 من الجسيمات الفيروسية يتم استنشاقها عبر 10 أنفاس، أو 10 جسيمات فيروسية يتم استنشاقها عبر 100 نفس. وكل من هذه المواقف يمكن أن يؤدي إلى العدوى.
* * *
- ما هي الكمية الكافية من الفيروس لإحداث الإصابة؟
هل تعلم أن مسحة بيدك على عينك قد تحمل 1000 فيروس كافية لأن تسبب العدوى، ومجرد خروجك من البيت ورجوعك محملاً بالفيروس قد يكون سببًا لانتقال العدوى لأفراد عائلتك.
* * *
- أنشطة آمنة رغم الخوف منها
يتوقع البعض أن مجرد الخروج من المنزل يحمل في طياته مخاطر كبيرة، ولكن لنعلم أن بعض الممارسات التي يخشاها البعض هي ممارسات آمنة، منها:
الوجود في محال التسوق، ممارسة الجري والتريض بدون ارتداء الكمامة،ركوب الدراجة.
والقاعدة الأهم في الإصابة بالعدوى هي دخول عدد كاف من الفيروسات. و1000 فيروس ليس رقمًا يُذكر؛ فجلوسك بجوار شخص مصاب بفيروس كورونا، وتبادل الحديث معه دون أن يسعل أو يعطس، قد يكون سببًا كافيًا لنقل العدوى؛ فكل نفس يخرج منه يحمل أكثر من 100 فيروس، ومسحة واحدة بيد ملوثة لمست مكانًا ملوثًا بالفيروس تحمل أكثر من 1000 فيروس.
* * *
- ما كمية الفيروسات التي تنتشر في المجتمع؟
** دورات المياه: تحتوي على كثير من الأسطح كثيرة التلامس، مثل مقابض الأبواب والحنفيات؛ لذلك فإن مخاطر انتقال العدوى في هذه البيئة يمكن أن تكون عالية. وتنظيف المرحاض بـ «السيفون» يتسبب في تطاير كثير من القطرات. وينصح بتطهير الأسطح بالكلور المخفف، وبتهوية الحمام بشكل دائم.
** السعال (الكحة): الكحة الواحدة تحمل ما يزيد على 3 آلاف فيروس تقريبًا.
** العطس: تحمل العطسة الواحدة ما يزيد على 30 ألف فيروس، وتصل في بعض الأحيان إلى 20 مليون فيروس؛ وهذا يعني أن عطسة واحدة قد تُخرج كمية فيروسات قد تصل إلى 20 مليون فيروس. وبمجرد دخولك لمكان عطس فيه مصاب بفيروس كورونا فذلك قد يكون سببًا لانتقال العدوى.
** التنفس: الانتقال عبر الرذاذ المنبعث خلال التنفس أقل في نسبة حدوثه مما يحدث في العطس والكحة؛ وذلك لأن الفيروس يوجد في الجزء السفلي من الجهاز التنفسي.
** التحدث: مجرد حديثك مع شخص مصاب مدة عشر دقائق وجهًا لوجه (دون أن يعطس أو يسعل) قد يكون سببًا كافيًا لانتقال العدوى.
- العلاقة بين انتشار المرض والتسوُّق
من الواضح من خلال تلك المشاهدات أن البيئات المغلقة، مثل المناسبات العائلية والدينية، وبعض نشاطات العمل، تمثل ما يقرب من 90 % من الإصابات، في حين أن التسوق يتسبب فيما يقرب من 10 % من أسباب انتشار العدوى؛ إذ إن مساحة المحال التجارية تكون كبيرة، وسريان الهواء فيها أكثر، إلى جانب أن الوقت الذي يتم قضاؤه في المتاجر يكون أقصر. في البلدان التي تمت الإجراءات الصارمة فيها تبيّن أن 0.3 % فقط من العدوى هي لأسباب خارجية مفتوحة، أما الأسباب الداخلية المغلقة مثل التي ذكرناها فمثلت أكثر من 99 % من أسباب انتشار العدوى.
* * *
- كيف تتجنب مخاطر كورونا بعد رفع القيود؟
كيف تحدث العدوى بالتفصيل؟ دعونا نلقي نظرة على كيفية انتشار العدوى في الأماكن المختلفة بشكل تفصيلي:
** المطاعم:
نفترض أن شخصًا مصابًا (لا تظهر عليه أعراض العدوى) جلس إلى طاولة غداء لمدة ساعة، فسيكون ذلك سببًا في نقل العدوى لأكثر من 50 % من الأشخاص الجالسين على الطاولة نفسها الذين ستظهر عليهم الأعراض خلال نحو 7 أيام. أما في الطاولة المجاورة الموضوعة في اتجاه جريان الهواء نفسه فسيصاب نحو 75 % من أفرادها، وما يقرب من 30 % من الأشخاص الجالسين إلى الطاولة عكس اتجاه جريان الهواء قد يصابون أيضًا.
** تجمعات العمل:
نفترض وجود مركز اتصال في طابق يوجد فيه شخص مصاب وسط 216 موظفًا آخرين، ففي خلال أسبوع واحد من المتوقع أن يصاب 94 شخصًا في الطابق نفسه. أما الأشخاص الذين تتم إصابتهم عن طريق استخدام المصاعد وأماكن الاستقبال وغيرها من تجمعات الموظفين فلا يمكن رصدها بشكل قاطع. وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن الوجود في أماكن مغلقة، وتبادل المساحة نفسها، والهواء نفسه، يزيدان احتمالية الإصابة؛ إذ إن احتمالية الإصابة في طابق آخر ستكون نحو 3 أشخاص، لكن تظل نسبة الإصابة من خلال الوجود في الطابق نفسه نحو 43.5 %.
** صالات الرياضية الداخلية:
في كندا حدث تفشٍّ في إحدى صالات الألعاب؛ ما أدى لإصابة 24 فردًا من أصل 72 فردًا؛ ما يعني أن التجمع أصبح نقطة نشر للعدوى.
* * *
- ما أكثر الأماكن خطورة؟
هل تجلس في مكان ضيق ولا تعبأ بالفيروس؟ هل تذهب إلى المسجد ولا تتخيل أنك قد تصاب؟ هل حضور الجنائز قد يكون سببًا في إصابتك بالعدوى؟ هذه الأسئلة وغيرها تدور في أذهاننا الآن ونحن على وشك الخروج إلى المجتمع بعد فترة طويلة من الإغلاق. عند الحديث عن التجمعات التي قد تُنتج أعدادًا ضخمة من المصابين قد يكون أول ما يتبادر إلى أذهاننا السفن السياحية على سبيل المثال. نعم، السفن السياحية قد تكون سببًا من أسباب انتشار العدوى، لكن يظل خطرها محدودًا مقارنة بالأماكن المغلقة التي لا يتحرك فيها الهواء بشكل مستمر مثل: السجون والمساجد، وحفلات الزفاف ومراسم العزاء. وتجمعات الأفراح كانت السبب في 10 % من انتشار العدوى.
* * *
- هل التباعد وحده يكفي للوقاية من انتشار العدوى؟
لا شك في أن التباعد الجسدي هو واحد من الأسباب التي تقلل من سرعة انتشار العدوى إلا أنه وحده لا يكفي إذا كنت حاضرًا في بيئة عمل مغلقة، أو في مطعم، أو ذهبت إلى جنازة، أو حضرت حفل عيد ميلاد.
إذا كنت في محيط عمل فكل ما عليك هو تقييم المكان، ومدى جودة التهوية، ومدى قربك في التواصل مع الأشخاص الآخرين، فإن كان المكان صغيرًا، وتضطر للعمل مع أفراد كثيرين، فقد يمثل ذلك خطورة، وكلما وجدت مكان جيد التهوية كانت فرصة حدوث العدوى أقل.
* * *
- كيف تتجنب مخاطر كورونا بعد رفع القيود؟
هل السير في الطرقات يمثل مصدرًا لنقل العدوى؟ الإجابة هنا نستطيع أن نحددها من خلال عاملين، هما التوقيت والكمية الكافية من الفيروسات القادرة على الإصابة. إذا كنت تسير خلف أحد المصابين فحتى تصاب بالعدوى عليك أن توجد في المكان نفسه لمدة أكثر من خمس دقائق.
وكذلك الركض فإنه على الرغم من أنه يسبب خروج مزيد من الفيروسات من الشخص المصاب الذي لا يعاني أي أعراض إلا أن احتمال الإصابة منخفض جدًّا.