د. محمد عبدالله العوين
مدة عشرين يوماً بدءاً من يوم الأحد القادم 8 شوال 31 مايو إلى نهاية يوم السبت 28 شوال 20 يونيه نعيش - وفق القرارات الأخيرة - مرحلة أشبه ما تكون بالنقاهة في الخطوات المتدرجة التي اتخذتها الدولة لمكافحة كورونا المستجد.
فقد اتسع وقت السماح ليكون أربع عشرة ساعة من الأحد القادم، يبدأ فيها الدوام الحكومي والخاص وفق ترتيبات معينة تتخذها كل جهة لدوام موظفيها، وتبدأ المولات والمراكز التجارية والمطاعم والمقاهي وأداء صلاة الجمع والجماعات في المساجد، والسفر والتنقّل بين المدن بالسيارات الخاصة وبالقطار والطيران الداخلي؛ فالحياة ستصبح شبه طبيعية إلا في حالات استثنائية قليلة؛ كما في التعليمات الخاصة بمدينة مكة المكرمة وتعليق العمرة والزيارة والطيران الدولي.
وستكون هذه المدة المحدَّدة بعشرين يوماً تحت مراقبة وزارة الصحة لمستوى انتشار أو انحسار الفيروس من خلال الفحوص الشاملة المستمرة، ومن خلال ما تسجّله من حالات إصابة فقط أو حرجة تستدعي التنويم في المستشفى والمتابعة العلاجية.
وقد أكدت وزارة الصحة في مناسبات متكررة آخرها ما رافق القرارات الأخيرة للمراحل الثلاث لعودة الحياة إلى طبيعتها بحلول 29 من شوال بضرورة الالتزام الدقيق بارتداء الكمامات عند الدخول إلى الأسواق أو مقار العمل أو الاختلاط بمجاميع من الناس.
ومن ذلك أيضاً ما صدر من توجيهات وزارة الشؤون الإسلامية بشأن أداء الجمع والصلوات الخمس في المساجد؛ حيث حددت علامات واضحة على السجاد في كل مسجد تفصل بين مصل ومصل بمسافة متر على الأقل، وقلّلت بين وقت الأذان والخطبة والإقامة، وطالبت الخطباء باختصار خطب الجمع بحيث تكون مع الصلاة ربع ساعة، كما طالبت بإغلاق دورات المياه التابعة للمساجد وفتح الأبواب والنوافذ، وعدم تقديم أي طعام أو ماء.
ويتجلَّى في هذه القرارات الموفقة حرص الدولة على سرعة عودة الحياة إلى طبيعتها، وتعجيل وتنشيط دورة الاقتصاد الوطني في الصناعة والتجارة والأعمال كافة، وإعادة أعمال الحكومة والشركات والمؤسسات إلى سابق عهدها من حيث كمية الإنجاز وسرعة الأداء.
وحين ننظر إلى الجهود العظيمة التي بذلتها الدولة من خلال أداء الوزارات المعنية بالمكافحة كوزارة الصحة والداخلية والتعليم والإعلام والمالية وغيرها من الجهات الأخرى المساندة نجد أنها كانت تعمل بروح الفريق الواحد الذي تديره باهتمام وعناية ومتابعة دائمة القيادة الحكيمة وبإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - وراعت الحرص الشديد على حماية (الإنسان) أولاً؛ مواطناً ومقيماً من المرض مهما كانت التكاليف المالية مع ضرورة عدم تعطيل الحياة الاقتصادية قدر الإمكان أو شعور المواطنين والمقيمين بثقل ساعات أو أيام الحظر، ولذلك كانت التعليمات طوال الأشهر الثلاثة الماضية متدرجة حسب الحالة.
لقد قربت نهاية أزمة كورونا مع دخول شهر ذي القعدة، ولن يتحقق التخلّص النهائي منه إلا بتطبيق الاحترازات الصحية بدقة بالغة من المواطنين والمقيمين على حد سواء.
لا مصافحة، لا حب خشوم، لا تقارب، لا تجمعات كبيرة.