د.عبدالعزيز الجار الله
تعود الحياة تدريجياً إلى سابق عهدها في المملكة ودول الخليج العربي، بعد أن عشنا وقتاً طويلاً في حياة منع التجول الكلي والجزئي بسبب فيروس كورونا (كوفيد 19)، وهي أقسى وأصعب تجربة جماعية يعيشها العالم، تجربة موحَّدة اشترك بها العالم من بدايتها من يناير الماضي بداية سنة 2020م، حيث عرف العالم والسعودية ودول الخليج أصعب مراحل الخوف، إذ الموت يخطف الآلاف في اليوم الواحد ما بين وفاة وإصابة وعزل، ويقف الطب حائراً وغير قادر عن فعل أي عمل علاجي أو وقائي ولا حتى تخفيف الآلام والأوجاع.
مع نهاية شهر مايو وبداية شهر يونيو الشهر السادس منتصف العام، وهو الدخول الفعلي لأشهر الصيف الذي نعرفه بنهاية موسم تكاثر الحشرات، حيث شدة حرارة الشمس العالية تكون فيه الشمس قريبة من خط السرطان الواقع على دول الخليج العربي، وإن كان فيروس كورونا لا يتأثر بحرارة الجو، لكنه تقليد بيئي يعرفه سكان الخليج، حيث تخرج الحشرات من باطن الأرض بسبب حرارة الشمس، تخرج من مبيتها الشتوي إلى سطح الأرض، وهي من الملاحظات البيئية العامة التي تأقلمت عليها شعوب الخليج القريبة من مدارية الشمس.
وفِي العودة التدريجية نكون قد تعلَّمنا الأشياء الكثيرة من مخاوف كورونا المستجد الذي بدأ ظهوره في يناير، وجاءت إجراءات الحجر والحظر ومنع التجول من مارس ولمدة (3) شهور كانت تجربة قاسية عاشتها الأسر في الخليج، كتجربة صعبة، مرت بها دول الخليج، وفي أعقد التجارب الاقتصادية بعد انخفاض عائدات النفط والغاز والبتروكيماويات وصادرات المعادن الخام، وصلت فيه الأسعار إلى أدنى شح في العوائد المالية، فالاقتصاد المحلي الأهلي شبه توقف إلا من تجارة المواد الغذائية، والقوة الشرائية تراجعات، بسبب اختلال العرض والطلب، ومرت بعض المؤسسات والشركات والمؤسسات بمرحلة الإفلاس وتعطيل الأعمال، وفقد البعض وظائفهم، وزادت أرقام البطالة، وهذا ليس في دول الخليج العربي، بل في دول العالم على اختلافها واختلاف طاقاتها الإنتاجية.
وابتداءً من يوم الأحد القادم تبدأ السعودية ودول الخليج والعديد من دول العالم في العودة التدريجية، وهي عودة اختبارية وفحص لهذا الفيروس هل تراجع ووصل إلى أدنى مستوياته، أم أنه يستجمع قواه ويعود أكثر عنفاً كما أشارت بعض التقارير الطبية أن له عودة، والتعافي من هذا الفيروس يحتاج إلى سنوات.