فهد بن جليد
مشهد الناس -صباح أمس- مع سريان وبدء خطوات العودة للحياة الطبيعية يدعو للاطمئنان والتفاؤل، مع ارتداء الكمامات والحفاظ على المسافات الآمنة بيننا وبين الآخرين، وهو ما أرجو أن يستمر اليوم وغداً ومع العودة الكاملة لنجعل من حياتنا أكثر أمناً وطمأنينة في كل الأوقات، صحيح أنَّنا نلحظ أشخاصاً غير مُبالين وغير مُدركين لخطورة وعواقب التفريط، ولكن هؤلاء يبقون (قلة محدودة) حتماً سيتأثرون بالأغلبية المُلتزمة وليس العكس، حمايتك أصبحت مسؤوليتك الشخصية، سلوكك وطريقة تعاطيك مع الأشخاص والأشياء من حولك هي التي تُجنِبك أو تعرضك (للفيروس) والعدوى التي ما زالت مُحتملة في كل وقت وكل مكان.
فخامة وديكور المكان يجب ألاَّ تغرينا عند اختيار المطاعم والمقاهي التي نزورها بعد عودتنا من (كورونا)، علينا أن نودِّع بشكل مؤقت سباق تصوير (الديكور والأطباق) ونستبدلها أكثر بمدى الشفافية في إظهار الالتزام بالنظافة التي هي المعيار الأهم والأكثر جذباً وتنافساً، أعتقد أن تغيراً ما سيُحدِد (خياراتي الشخصية) لو اضطررت للذهاب إلى المطعم أو بوفيه الفندق، فلن أحرص على استخدام (الملاعق والأطباق والأكواب) المذهّبة كما هو الحال سابقاً، بل إنَّ استعمال الأدوات (لمرة واحدة) على طريقة (البلاستيك) أو (بيبر كب) سيكون هو خياري المُفضَّل، لضمان عدم الإصابة بالعدوى عند تشارك مثل هذه الأدوات مع الآخرين وعدم معرفة مستوى نظافتها وتعقيمها، هل ستستمر تلك القناعات طويلاً لتصبح عادات جديدة أم هو تأثير وقتي محدود؟ يتلاشى مع تأكيدات المطاعم والفنادق على تعقيم أدوات الطعام المشتركة بالأشعة وأجهزة التعقيم، لا أعرف وفي ظنِّي أنَّ كثيرين سيوافقونني الرأي.
هذه الثقافة يُمكن تعميمها على سلوكيات وقناعات كثيرة في حياتنا، ربما كُنَّا مفرِّطين فيها سابقاً، ولم نمنحها الأهمية والتدقيق اللازم للحفاظ على سلامتنا وصحتنا، في المطاعم والفنادق والمقاهي وعند الحلاقين والمشاغل النسائية ومغاسل الملابس.. وغيرها الكثير من الأنشطة التي سيكون مستوى نظافتها على رأس أولوياتنا، ففي الوقت الذي نتدارس ونتواصى فيه على ضرورة الحرص على نظافة الأشياء من حولنا وأهمية التعقيم وتغسيل اليدين وغيرها من السلوكيات الأخرى التي ستخلفها (كورونا)، أعتقد أنَّ التنافس يجب أن يكون على أشُّده بين مُقدمي الخدمات الشخصية ومُنتجي الأغذية والمشروبات لإظهار مدى ومستوى النظافة والسلامة (كمعيار جذب) جديد، لا يحتاج إلى قانون لفرضه والرقابة عليه بقدر ما يحتاج إلى موقف صارم مِنَّا نحن المُستهلكين في تقديم الطعام و(مستوى النظافة) على نوع الديكور و(مستوى الفخامة).
وعلى دروب الخير نلتقي.