علي الخزيم
عيد الفطر السعيد كان متميزًا؛ إذ تمت فعالياته ومراسمه ولم ترحل بعد فلول فيروس كورونا، ولكنا هنا بمملكة العز والعزم قد تجاوزنا هذه المعضلة والأزمة الطارئة بفضل الله، ثم بحكمة القادة الكبار وجهود المخلصين من مسؤولي الصحة والأمن وكل القطاعات المعنية، وان كانت الخسائر البشرية والمادية مؤلمة إلا أنها -ولله الحمد- تعد من الأقل بين دول العالم نظرًا للإدارة الحازمة الجادة تجاه الجائحة، وكانت الدروس في مجملها إيجابية على مستوى الفرد والمجتمع؛ فكل عاقل لا بد أنه قد استشعر قيمة النعم الشاملة التي أسبغها الله علينا طيلة السنوات والعقود الماضية -وما زالت بفضله وكرمه- غير أن الجائحة قد نبّهت كل من استمرأ واعتاد النعم؛ فقادته للتأمل والتبصر بأحوال أسرته ومجتمعه، والمقارنة بمجتمعات أخرى قدر الله أن لا يكون لها النصيب الأوفر من مقومات الحياة. ومن التقصي ومزيد التأمل أن ندرك أن تلك المجتمعات ربما كانت في السابق تعيش عقودًا من الرغد والرفاهية ما لم تحظ به بلاد ليست عنها بالبعيد.
وهنا يبرز للمنصف حجم ما تبادر به مملكة الحزم والعزم بقيادة حكيم العرب خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، فحرصهما -أيدهما الله- واضح للعيان، وتدركه وتعرفه الشعوب كافة؛ فالمملكة -بفضل الله- من أولى وكبرى وأكثر الدول تقديمًا للمعونات والدعم والمساعدات الإنسانية والخيرية للمجتمعات المعوزة المحتاجة، إضافة للمبادرات السعودية الخيّرة أثناء الجوائح والكوارث الطبيعية التي قد تتعرض لها بعض الشعوب، وهو ما حدث ويحدث الآن حيث الدعم والمساعدات السعودية لمقاومة الوباء الكوروني؛ فما زالت تصل للإخوة والأصدقاء من العرب والمسلمين وغيرهم؛ فمملكة الإنسانية لا تميّز بعطائها الخيري الإنساني بين لون ودين وطائفة؛ إذ إن ديننا الحنيف يأمرنا ويحثنا على ذلك. وفي عيدنا لم ننسَ الأبطال من منسوبي الصحة والأمن وجنودنا البواسل على الحدود، ومثلهم بقية العاملين دون انقطاع بسائر الجهات والدوائر لتحقيق هذه الإنجازات السعودية المبهرة؛ فلهم من الجميع الشكر والامتنان والدعوات بالتوفيق.
ولا بد قبل الختام من الحرف الطروب والكلمة العذبة للعيد وأفراحه، فهذا الشاعر أخاله قد لمح ثغر المليحة الضاحك صباح العيد، فوصف ما رآه:
كأن ضحكتها ماء بساقية
يحط في جرفه سرب من البجع
أو مثل شال عروس يوم زفتها
قد طرزوه من الأطراف بالودع
ومن طرائف القصيد للعيد ما شدا به الشاعر اليمني المقيم بأمريكا جبر بعداني:
ولأن حلوى العيد فيض حنانك
أفرغت صحني مذ قصدت جنانك
يا قالب الجاتوه خدّك كعكتي
وأصابع الشوكلاه خمس بنانك
وينثر الشاعر طارق السكري عطره صباح العيد قائلاً:
إلى رُبَاكم طيوف العطر تتبعني
قوافلاً فوق أجفاني شواديها
عيدٌ سعيد فلا بأس ولا قلق
فرحمة الله تغشاكم ضواحيها
ولم أستطع تجاوز هذا البيت للشاعرة السعودية د. سعاد أبو شال:
العيد أنت حبيبي هاك قبلته
واسكب فديتك أنفاسًا بأنفاسي!