د.عبدالعزيز الجار الله
تصريحات وزير الصحة واضحة ومباشرة، فالوزير يعيش في حوار مفتوح وبلا حواجز ما بينه وبين المجتمع، ويعمل موازنة ما بين الإنسان، وبين إمكانات القطاع الصحي وقدرتها الاستيعابية، وفي آخر تصريح يوم الأحد الماضي أكد وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة بقوله: (احتمالية العودة للإجراءات الاحترازية الشديدة في حال تجاوزت الإصابات القدرة الاستيعابية للقطاع الطبي، نحن في مركب واحد، وإن عدم الالتزام قد يعيدنا إلى الوراء، ومن يخالف سوف يعيدنا إلى الوراء فهو أول من سيصاب بهذا الفيروس وكذلك من حوله، أن قدرات المملكة لمكافحة كورونا كبيرة جداً، وأنه سيتم عبور أزمة كورونا بسلام، وأن نسبة الشفاء من فيروس كورونا عالية بسبب طرق العلاج، وأن نسبة الوفيات بسبب كورونا في المملكة هي الأقل بين دول مجموعة العشرين).
إذن واضح من حديث وزير الصحة الصراحة والشفافية وبأن المرحلة المقبلة سيكون اختبار صعب للفريق الذي يدير أزمة كورونا مع الفريق الطبي، ضد الانفتاح الاجتماعي والاقتصادي.
لدينا تحدٍّ آخر وأكثر قوة تفصلنا عنه حوالي (60) يوماً، هو موسم الحج -إذا قدر له أن يتم كما هو معتاد-، والذي يبدأ الاستعداد له عادةً من حوالي منتصف شهر ذي القعدة ويستمر حتى نهاية شهر ذي الحجة حين تغادر معظم وفود الحجيج، أيّ أن المدة محصورة بين (6) يوليو الشهر المقبل، وحتى (19) أغسطس - فيما لو قدر له أن يتم -، ثم البدء في رحلة الانقلاب الخريفي للطقس، نهاية فصل الصيف الحار والدخول في أشهر البرد: الخريف والشتاء والربيع.. إذا كان لعامل الطقس أي تأثير على انتشار كورونا حيث ينتشر في المواسم الباردة.
لكن مشكلتنا الحقيقية هي ليست الفترة المقبلة فقط حتى (6) يوليو، وأنما أيضاً فترة الحج من بداية شهر يوليو وحتى أواخر أغسطس -فيما لو قدر له أن يتم-، حيث تستقبل مدينة مكة المكرمة أكثر من (3) مليون حاج ومعتمر وزائر للمسجد النبوي يمرون براً وبحراً وجواً ومن جميع دول العالم عبر مدن حدودية ومطارات دولية ومحلية: جدة وتبوك ورفحا وعرعر وحفر الباطن والأحساء والدمام والخبر وجازان وأبها ونجران وباقي المطارات الدولية لحجاج الداخل والخارج، فالإصابات ستشمل معظم مدن المملكة الرئيسية، وقد تؤدي -لا سمح الله- إلى كارثة ونعود للمربع الأول والصفر كما بدأنا في أول يناير من هذا العام.