فهد بن جليد
نحن اليوم في مواجهة مباشرة مع أشخاص أصحاء منحهم الله بسطة في الجسم -غير مُبالين- وغير مُلتزمين باشتراط لبس (الكمامة) أو تغطية الفم والأنف ضمن (بروتكولات) العودة الآمنة بحذر للحياة الطبيعية، كيف يمكن التصرّف أمام (طرزان) الذي قد يظهر (فجأة) في السوق أو الشارع أو المول أو مكان العمل مُهدِّداً صحتي وصحتك؟ وهو غير مُكترث، إمَّا بنزع الكمامة أو عدم ارتدائها في الأصل، وهل مُجرَّد إبلاغ (السيكورتي) كاف؟ أم أنَّ هناك خطوات أخرى يجب القيام بها؟ أسئلة تبحث عن إجابات، فالإخفاق في السيطرة على جميع الداخلين والمتسوِّقين (أمر مُحتمل) بالأخص عندما يتحايل البعض بالدخول ثم التخلّص من الكمامة، وسط اعتقاد إدارات المولات والمُجمعات أنَّ مسؤوليتهم تنحصر في التأكد من الالتزام عند بوابات الدخول فقط، التواصي بالالتزام بيننا كأفراد في المُجتمع (دليل وعي)، ولكن من يضمن (ألاَّ تأخذ العزة بالإثم) من يعتقد أنَّك تتدخل فيما لا يعنيك، على طريقة: طالما أنَّك ملتزم فلا علاقة لك بغيرك.
لا بد من إيضاح كيفية التصرّف الصحيح أمام (طرزان) في هذا الموقف؟ هل يكفي إبلاغ إدارة المول أو السوق؟ هل أغادر بصمت تاركاً المكان له للحفاظ على صحتي؟ أم أكمل المسير بعد (نظرة تعجب) قد تظهر دون قصد.
كُنا نخشى سابقاً من تبعات (الكمامة الموضة) ذات الموديلات والأشكال الخاصة، والتعامل معها كنوع من الإكسسوارات المتسقة مع خطوط الموضة، إلا أنَّنا في هذه المرحلة بأمس الحاجة لأي شيء يضمن تغطية الفم والأنف، ونحن ننظر ونقرأ عن مُجتمعات أخرى تعاني مشاكل مزدوجة نتيجة نقص الوعي بأهمية ارتداء (الكمامة) وضرورتها في تقليل فُرص نقل العدوى، أو بعدم توفرها بأعداد كافية، أو بتأثير سعرها حتى لو كان رمزياً على (ميزانياتهم الشخصية)، وعدم تحمّل شرائها ثم رميها بعد استخدامها مرة واحدة، أو بغسلها وإعادة لبسها، الأكيد أنَّ تلك الحالات أفضل بكثير من تركها في الجيب، أو مسكها باليد (كتحلالة قسم) لا غير.
وعلى دروب الخير نلتقي.