زكية إبراهيم الحجي
رجلٌ مشبع حد النخاع بشوفينية أسلافه الطغاة الذين شرَّعوا لأنفسهم قوانين الإبادة فبنوا إمبراطوريتهم على دماء الشعوب.. أردوغان أقل ما يُقال عنه بأنه سفاح عثماني.. يسعى لإعادة تاريخ أجداده الدموية ضارباً بعرض الحائط كل المحاذير الدولية والمبادئ الإنسانية ومتجاهلاً أهم البنود الأخلاقية الدولية التي تنص على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في سياساتها الداخلية والخارجية.. فلا غرو إذن أن يحمل أردوغان الصولجان العثماني الملطخ بدماء الشعوب ويسير على خطى أجداده القتلة مكتسباً سلوكهم.. سلوك ينحو باتجاه بسط السيطرة التركية على المنطقة العربية.
بالعودة إلى خفايا تاريخ الحكام العثمانيين يتبيَّن لنا أنه تاريخ مشبع بالجرائم الدموية حتى لأقرب المقرّبين لهم.. والحقائق المؤرّخة تبيّن أن محمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية هو من شرَّع قوانين القتل والإبادة.. ولأن نسج الكذب والتعمّد في إحاطة الحقائق بضباب كثيف من الأكاذيب هو ديدن أصحاب العقول المتورّمة بجنون العظمة أمثال أردوغان، ففي واحدة جديدة من جملة أنواع الهذيان الذي اعتدنا سماعه من هذا الرجل كان في خطابه الذي ألقاه يوم الجمعة الماضي، حيث قال»إن سورة الفتح لم تنزل في فتح مكة، بل في فتح القسطنطينية» حتى إنه في وقت سابق قال إن الأتراك شاركوا في غزوتي بدر وأحد.. رجل فقد عقله رسمياً وغطرسته تقوده إلى الهاوية.
لا شك أن تركيا تعيش اليوم أصعب أيامها التاريخية في ظل تزايد معدل الأزمات من انتكاسة كبيرة في الجانب الاقتصادي إلى السياسة الخارجية تجاه العديد من الملفات التي توصف بالعدوانية وسياسة التتريك والتهديد وسلوك الطرق الملتوية لإشعال الفتن في منطقة الشرق الأوسط وهذه كلها أفعال أردوغان المصاب بالهلوسة والهذيان.
أحلام الغفلة العثمانية تؤرّق حياة السفاح العثماني.. فهذا الرجل سيدفع ثمناً باهظاً لقاء مغامراته وتدخلاته السافرة في شؤون الدول العربية، فقدم له في سوريا ثم أدار بصره تجاه منطقة المغرب العربي ليدخل ليبيا في نفق سوريا والهدف البترول.. ولأن الحماقة أعيت من يداويها فقد أعلن وزير الطاقة التركي أن حكومته ستبدأ أنشطة التنقيب عن النفط في ليبيا في غضون أربعة أشهر.. أطماع كانت مخفية وظهرت للعلن.
التصرفات التركية العثمانية ليست جديدة إنها جزء من أخلاقياتهم.. وأردوغان لم يجد من يردعه فما يفعله يفوق ما فعله سابقوه والعجيب في الأمر أن هذا التمدد التركي واتساع نطاق التدخل العسكري رغم ما فيه من خطورة ليس على منطقة الشرق الأوسط فقط، بل على دول الاتحاد الأوروبي أيضاً إلا أن الجميع يقف صامتاً.. فهل هناك من يتواطأ مع السفاح العثماني.