عبدالعزيز مهدي العبار
مع انفراجة أزمة كورونا النسبية، تساءل الناس عن الوقاية من الإصابة بالفيروس حين الخروج للأماكن العامة، وأكثر ما تركزت عليه الأسئلة حول لبس القفاز، وأتت إجابة منظمة الصحة العالمية بأنه لا يحمي من كورونا! ولكن إجابة مراكز الأمراض والسيطرة والوقاية منها (CDC) كانت أكثر دقة حيث أوصت بلبس القفاز ولكن بشروط منها للعاملين في الصفوف الأولية للرعاية الطبية سواء كانوا إداريين أو أخصائيين وأطباء، وللعاملين في المصانع والمطاعم وشركات الأغذية وشركات التنظيف، ولكل شخص لا يستطيع اتباع وتطبيق توصيات التباعد الاجتماعي، وتنظيف اليدين المستمر، وتعقيمها بجل اليدين الذي يحتوى على نسبة كحول 60 %، وعدم لمس الوجه والأنف بعد لمس الأسطح.
يرى البعض أن هناك أزمة جديدة للقفازات الطبية كتلك التي كانت للكمامة في أول أيام تفشي الوباء، حيث صرحت منظمة الصحة العالمية أن ارتداء الكمامة والقفازات كإجراء وقائي ضد فيروسات كورونا التاجية غير فعّال وغير ضروري بالنسبة للغالبية العظمى من الناس، ولكن تغيرت تلك التوصيات بعد نشر عدد كبير من الدراسات العلمية والتي أثبتت أن تغطية الوجه والأنف ولو بقطعة قماشية من المنزل يحد من الإصابة بفيروس كورونا المستجد وذلك لعدم ظهور علامات الإصابة بكوفيد- 19 للمصاب إذا اختلط بالعامة.
وقد نشرت صحيفة الجزيرة مقالاً عن هذه الدراسات قبل كثر من شهر من تطبيق لبس الكمامة في المرافق العامة للمصاب ولغير المصاب واليوم جميع الدول تفرض ذلك بل وتغرم وتجرم من لا يتبع لبس الكمامة، واليوم السؤال نفسه يتكرر ولكن عن لبس القفاز، حيث أثبتت الدراسات أن المسبب الثاني لانتشار الفيروس بعد الرذاذ هو لمس الأسطح التي قد سعل أو عطس عليها الشخص المصاب بالفيروس ويمكن أن ينتقل بلمس مقبض الباب الملوث ثم لمس الأنف أو الفم والعينين. وأكدت، يمكن أن يعيش الفيروس على الأسطح مثل البلاستيك والفولاذ المقاوم للصدأ لمدة 2 إلى 3 أيام.
لذلك، يمكن القول إن استخدام القفاز القماشي أو المصنوع من البوليستر والذي يستخدم في الغالب في فصل الشتاء وفي حال عدم توفر القفاز الطبي أو البلاستيكي للعامة قد يحد من الإصابة بالفيروس ولكن بشروط منها عدم لمس الأنف والوجه والعينين أثناء اللبس، خلعها بحذر دون ملامسة اليدين، غسلها بمواد معقمة وبماء حار حيث تعامل مثل معاملة الملابس للوقاية من كورونا في فصلها عن الملابس الأخرى أو التخلص منها في حال تعذر ذلك.