د. أحمد الفراج
يعيش المجتمع الأمريكي انقساماً حزبياً وايدولوجياً حاداً، تمثّله تصريحات الساسة، وطرح منصات الإعلام، اليمينية المنحازة لترمب، مثل قناة فوكس نيوز، والمنحازة ضده، مثل قناة ام اس ان بي سي، وما زيادة حوادث اعتداءات أفراد الشرطة البيض ضد السود إلا من إفرازات هذا الانقسام، وغني عن القول إنه لا يمكن ربط زيادة هذه الاعتداءات بعهد ترمب، فهي زادت كماً وكيفاً خلال فترة رئاسة أوباما، ثم استمرت في عهد ترمب، ولا شك أن أسوأ حادث عنصري خلال العقود الماضية حدث في عهد أوباما، وتحديداً في عام 2015، عندما قتل شاب متطرف أبيض تسعة من السود، في ولاية جنوب كارولينا، وهذا يدحض محاولات الإعلام المنحاز ضد ترمب ربط الحوادث العنصرية بعهده، وهنا يحسن أن نسأل بموضوعية: هل ترمب عنصري؟
التاريخ يقول إن ترمب، وقبل ترشحه وفوزه بالرئاسة، كان رجل أعمال براقماتي، يملك شركات عابرة للقارات، ويتعامل مع شركاء من كل الأعراق والأديان، ولا يوجد في سجله إلا حادثة قديمة، يتم الاستشهاد بها اليوم، كدلالة على أنه عنصري، وذلك عندما نشط، وطالب بقتل خمسة من الشباب السود، تم اتهامهم باغتصاب فتاة بيضاء، في حديقة سنترال بارك، في مدينة نيويورك، وذلك في ثمانينات القرن الماضي، ثم ثبتت براءتهم لاحقاً، وإذا كانت هذه الحادثة ستستخدم ضد ترمب لإثبات عنصريته، فهذا يعني أن الرئيس جورج بوش الأب عنصري أيضاً، فقد قدَّم أحفاده، أبناء ابنه جيب من زوجته اللاتينية، للرئيس ريجان قائلاً: «هؤلاء أبنائي الملوّنين!»، كما أن الرئيس بيل كلينتون سخر من أوباما، عندما ترشَّح الأخير للرئاسة، وشبهه، في إشارة عنصرية، بالناشط الأسود، جيسي جاكسون، الذي سبق أن ترشَّح للرئاسة، وخسر خسارة مذلة، والخلاصة هي أنه لا يوجد سجل صريح لترمب يؤيِّد اتهامه بالعنصرية، وكل ما في الأمر هو أنه سياسي مختلف وصريح، لا يعرف نفاقاً ومجاملات الساسة التقليديين، وهذا يجعله يرتكب أخطاء يضخمها الإعلام، الذي يلاحقه منذ فوزه بالرئاسة.