فهد بن جليد
تدشين منصة العمل التطوعي - برأيي- نقلة نوعية في مسيرة العمل التطوعي الذي يُعد أحد أهداف رؤية المملكة 2030، لاسيما والمنصة تُعدُّ حلقة الوصل والربط الأولى من نوعها في مجتمعنا لتوثيق العمل والعلاقة بين الجهات الموفرة للفُرص التطوعية، والمتطوعين أنفسهم، بحفظ (الساعات التطوعية، عدد مرات التطوع، الجهات التي تم التطوع فيها ... إلخ) من خلال منصة (أبشر)، وبربط منصة التطوع بمركز المعلومات الوطني، ما يعني جمع شتات العمل التطوعي، بتسهيله وتنظيمه أكثر، وهي جهود تنظيمية وإيجابية رائعة تُشكر عليها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، بهذه القفزة المهمة في طريق التكامل التطوعي وتنميته في المجتمع السعودي وصولاً للأهداف المرجوة.
أعتقد أنَّ الوزارة نجحت بتدشين المنصة في هذا الوقت تحديداً، بوضع يدها على أهم النقاط اللازمة لتفعيل وتنمية العمل التطوعي في المُجتمع بشكله الصحيح، من خلال القضاء على كل الإشكالات والمخاوف السابقة المُتعلِّقة بحفظ الحقوق ومعرفة الواجبات وتوثيق هذه الخطوات الإيجابية في منصة وطنية رسمية، الأمر الذي وضعنا بالفعل على الطريق الصحيح للبدء بالتنفيذ وحصد الفوائد للمُجتمع والمتطوع، مع ضرورة تمحيص التجربة بشكلها الجديد، وعلينا دائماً تذكر أنَّ هذا هو الوقت النموذجي لتقييم ودراسة فعالية العمل التطوعي في مجتمعنا، لناحية معرفة مفهوم التطوع عند أكبر شريحة من المُجتمع؟ والعمل على تعزيز هذا المفهوم أو تطويره ببرامج رافدة ومنوعة إن دعت الحاجة لذلك، مع إيضاح وإبراز الخطوات السهلة والمضمونة للانخراط في العمل التطوعي الصحيح، وكيف أنَّ الحقوق والواجبات باتت معروفة وواضحة أكثر، ما يعني بالتأكيد مُضاعفة المُبادرات وزيادة أعداد المتطوعين.
المُبادرات التطوعية والمجتمعية المتنوعة، وتلك الشخصية والمجانية من (الأطباء، المحامين، أصحاب الأعمال، مُلاَّك العقارات ...) وغيرهم كثير، عكست صورة مُشرِّفة ومُشرقة لتكافل وتعاضد كل فئات المجتمع السعودي وشرائحه من مواطنين ومُقيمين في هذه الجائحة الصحية والإنسانية التي طالت العالم بأسره، وهذه المبادرات والمواقف -غير مُستغربة-وقد ظهرت جلياً في تجارب سابقة، إلاَّ أنَّ الوجه المُشرق للعمل التطوعي في زمن كورونا -برأيي- يظل تدشين وإطلاق (منصة العمل التطوعي) التي تفوّقت فيها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على نفسها، وعلى تحدي العمل التطوعي، بجعله شفافاً ومرناً بهذا الشكل الذي يلبي طموح وحاجة المتطوعين والمجتمع معاً.
وعلى دروب الخير نلتقي.