الجزيرة «خاص» - ماجد البريكان:
تمتلك أرامكو السعودية قطاعًا ضخمًا ومتكاملاً من الناحية الاستراتيجية للتكرير والمعالجة والتسويق على الصعيد العالمي، والذي تتألف أعماله من صناعات التكرير والبتروكيميائيات والتوريد والتجارة والتوزيع وتوليد الطاقة الكهربائية.
ويتيح التكامل الاستراتيجي بين قطاعي التنقيب والإنتاج، والتكرير والمعالجة والتسويق في أرامكو السعودية الفرصة أمام الشركة لضمان الطلب على النفط الخام من خلال بيعه إلى المصافي التابعة والمملوكة لها بالكامل داخل المملكة وخارجها. واستطاعت أرامكو السعودية خفض النفقات الرأسمالية بنسبة 18.3 % من 32.677 مليون ريال سعودي (8.714 مليون دولار أمريكي) في 2018م إلى 26.696 مليون ريال سعودي (7.119 مليون دولار أمريكي) في 2019م، ويُعزى ذلك في المقام الأول إلى إنجاز مشروع مصفاة «إس-أويل»، وتطوير مجمع الأوليفينات في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق، وانخفاض الإنفاق على مشروع مجمع مصفاة جازان والمرحلة الثانية من شبكة الغاز الرئيسة، وذلك مع قرب انتهاء هذه المشاريع.
الاستغلال الأمثل لفرص التكامل المحتملة
أما فيما يخص قطاع التكرير والمعالجة والتسويق، سيواصل القطاع جهود التكامل عبر جميع مراحل سلسلة القيمة من خلال تنفيذ استثمارات في مجالات أعمالها، من أجل تحقيق قيمة إضافية وتنويع منظومة الأعمال وتخفيف حدة التقلب في الأرباح.
وينصبُّ تركيز قطاع التكرير والمعالجة والتسويق الأساس على تحقيق القيمة من خلال أهم الأحداث والمبادرات، بما في ذلك تطوير أنظمتها من أجل الاستغلال الأمثل لفرص التكامل المحتملة من أجل تعزيز القدرات التنافسية لأرامكو السعودية، مقارنة بمثيلاتها من الشركات العالمية.
ويتسع نطاق أعمال البتروكيميائيات العائد لأرامكو السعودية ليشمل أكثر من 50 دولة حول العالم، وستُنتج مجموعة واسعة من الكيميائيات، وذلك في أعقاب إتمام صفقة الاستحواذ على حصة حقوق ملكية تبلغ 70 % في شركة سابك، وستُنتج مجموعة واسعة من المواد الكيميائية، تشمل الإثيلين والميثانول وغاز الميثيل ثلاثي البيوتيل الأثيري، والبولي إثيلين، والمواد البلاستيكية المستخدمة في التطبيقات الهندسية ومشتقاتها، إلى جانب غيرها من المنتجات.
وترى أرامكو السعودية أنه من خلال الاستحواذ على حصة أغلبية في سابك، فإنها ستعزز إستراتيجيتها التي تهدف إلى زيادة حصة إنتاج البتروكيميائيات ضمن مجموعة أعمالها في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق، وستدعم طموحاتها التوسعية في هذا القطاع.
ارتفاع صافي الطاقة التكريرية
كما تتوقع أرامكو السعودية ارتفاع صافي الطاقة التكريرية إلى 4 ملايين برميل في اليوم، وطاقة التكرير الإجمالية إلى 6.8 مليون برميل في اليوم، إضافة إلى ارتفاع في الأنشطة التجارية التي تنفذها الشركة بسبب الزيادة المتوقعة في الطاقة التكريرية وتوسيع نطاق تجارة النفط الخام مع أطراف أخرى، واستطاعت الشركة على الصعيد العالمي من إقامة شراكات في مشاريع مشتركة اتساقاً مع استراتيجيتها لتسويق النفط الخام.
استراتيجية
تسويق النفط الخام
يُعد قطاع التكرير والمعالجة والتسويق في أرامكو السعودية العميل الوحيد والأكبر للنفط الخام الناتج إذ استهلك 38 % من إجمالي إنتاج النفط الخام خلال عام 2019م، بطاقة تكرير إجمالية بلغت 6.4 مليون برميل في اليوم، مقارنة مع 4.9 مليون برميل في اليوم خلال عام 2018م.
وتزاول أرامكو السعودية أعمالها في قطاع التكرير على الصعيدين المحلي والعالمي عبر شبكة من المصافي المملوكة لها بالكامل والمنتسبة لها، وتتيح هذه الأعمال لأرامكو السعودية تحويل نفطها الخام وغازها الطبيعي المسال إلى منتجات مكررة ومواد كيميائية لطرحها للبيع في السوق المحلية والأسواق العالمية. وتصمم أرامكو السعودية شبكتها التكريرية وتحدد مكوناتها بطريقة خاصة تهدف إلى الاستفادة القصوى من الإنتاج، باستخدام أنواع النفط الخام الذي تنتجه، مما يساعد على خفض تكلفة منظومة التوريد، ورفع الكفاءة التشغيلية لأعمالها التكريرية، ومن ثم توريد المنتجات المكررة إلى عملائها في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق.
استمرارية الطلب الموثوق
وتوفر أرامكو السعودية منتجات النفط الخام لعملائها في جميع أنحاء المملكة، مما يضمن لها استمرارية الطلب الموثوق على شبكتها التكريرية المحلية، ويتيح لها تشغيلها بمعدلات مرتفعة. وفي سبيل تلبية الطلب وضمان المحافظة على مستويات مرتفعة من موثوقية الإمداد. فقد ضخت الشركة استثمارات كبيرة في نظام توزيع عالمي الطراز، يضم أحدث أجهزة الرصد والمراقبة ويديره فريق من الموظفين الماهرين، لضمان موثوقية الأعمال وتعظيم القيمة التي تجنيها أرامكو السعودية من إنتاجها وبيعها للنفط والمنتجات الأخرى.